في كل مرة ندرك أن الأرض الفلسطينية وترابها خلقت للعيش عليها من قبل الفلسطينيين وليس من غيرهم ، وما مشاهد صمود النازحين من أهل غزة في قطاعهم وتحملهم وصبرهم في كل الظروف ، الا دليل صارخ على أن صمود هذا الشعب ومحافظته على أرضه ، درس من دروس العزة والكرامة .
في كل مرحلة من مراحل الحرب على غزة ، كنا نقول أن هذا الشعب بعد توفق الحرب ، سيذهب بعيدا للعيش في مكان آخر يمثل السلام والهدوء ، الإ أن الحكم والصور والشهادات واللقاءات مع الأم والأب المكلومين على أبناءهم ، عكست وبرهنت على غير ذلك ، حيث برهنت وعكست صلابة وعزيمة هذا الشعب الكريم ، والملاقي مصيره المحتوم بكل ايمان وصبر .
القاموس الفلسطيني لا توجد أي مفردة فيه تتعلق بالتنقل أو التهجير أو العيش خارج الأرض الفلسطينية ، فمقدمته مكتوب فيها لا أرض أخرى لنا كفلسطينيين غير أرضنا ولا نترضي غير ذلك ، وإن فرضت الظروف سابقا هذا ؟ ولكن هذه الظروف سرعان ماتلاشت وضاعت في هذه الأيام ، ونحن أبناء العرب مطالبون بدعمهم للصمود في أرض فلسطين ومدنها وقطاعها .
اليوم إستقرار المنطقة مرتبط ارتباطا أصيلا بالقضية الفلسطينية برمتها دون تجزئة ، فالأردن ومصر الأكثر اتصال بالقضية هذه الأيام ، وهو ما يتوقع أن يفرض عليهما قبول الخيارات المطروحة ، ولكن الرسائل التي تصل اردنيا ومصريا والتي تشكل العروبة الحقه ، فلابد من دعم الموقفين شعبيا بل عربيا واسلاميا لانها تؤصل لحق الفلسطينيين في العيش على أرضهم وترابهم الطاهر ، والتأكيد للعالم أجمع أننا دولا تحمي وتدعم الانسان العربي مهما اختلفنا .
ديدن الدول المجاورة لدول الصراعات ، أن تكون محل اقتراح أو مادة لتصريح حول محاولة التهجير أو النقل وغيرها من مصطلحات الساسة والسياسيين والإعلام ، ولكن في كل الظروف والأوقات كانت تصطدم بإرادة الشعب الفلسطيني ، هذا الشعب المجبول على العزة والانفه والكبرياء ، والمشهد الأخير لمسيرة العودة نحو الشمال الغزي ، لرد عاجل لكل التصريحات والمواقف المتبدلة مع كل الليلة وضحها .
وبالعودة للموقف الأردني مما يجري ويرتبط بالقضية الفلسطينية فيمثلنا جلالة الملك صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية ، الذي أعلن من مؤسسة الجيش سابقا أن الاردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين ، متبعا ذلك بعبارات الرفض بقوله (كلا على القدس وكلا للوطن البديل وكلا على التوطين ) وما صرح به مؤخرا خلال زيارته لبلجيكا ، وهذا حقيقة يمثل موقف الشعب الأردني الذين يلتف حول جلالة الملك وقيادته حول ما يحمي الشعب الأردني وأرضهم وسيادتهم .
كما يجب أن تفعل كل الأدوات والمنابر الإعلامية ، من المؤسسات الرسمية والخاصة وعلى أبناء الشعب أن يقف موقفا حازما في هذا المجال ،وأن نستمر في تقديم التبرعات بكافة أشكالها للهيئة الخيرية الهاشمية لمحاربة أي اقتراح أوتصريح لمحاولة فرض واقع جديد ، ولابد من خلق حالة جديدة من الانصهار مع الموقف الرسمي في هذه الظروف .