أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

البواريد يكتب: لماذا كل هذا؟!

مدار الساعة,مناسبات أردنية,الملك عبد الله الثاني,المملكة الأردنية الهاشمية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتب: أ.منصور البواريد - لا داعي للمقدمات عقب تصريح "ترامب"، بتهجير أهل غزة من بلادهم إلى الأردن ومصر، عاش أهل الأردن حالة من القلق والتوتر؛ ولكن نسوا بأن موقف الأردن ثابت لا يتغيّر أبدًا إزاء القضية الفلسطينية الراسخة بوجدان كل أردني شريف طاهر، فالثلاث لاءات (كلا على القدس، كلا للتوطين، وكلا للوطن البديل)، هكذا عبّر جلالة الملك عبد الله الثاني -حفظه الله ورعاه- تجاه القضية الفلسطينية، وقال أيضًا بخصوص القضية الفلسطينية ( خط أحمر، ومستحيل)، بلغة ترامب "The topic is over"، الموضوع انتهى ومنتهي، وما كُتب أعلاه كان وما زال وسيبقى حال لسان الشعب الأردني والحكومة الأردنية، فلماذا كل هذا التوتر والقلق!؟
صراحةً كنتُ لا أُريد كتابة هذا المقال لسببٍ واحدٍ، ألا وهو؛ بأنَّ تصريحات "ترامب" جاءت فقط للاستعراض والهمجية، كيف للكيان الغاشم وأمريكا باستطاعتهم تهجير أهل غزة من بلادهم، وأثناء الحرب ما استطاعوا دخول غزة، وكيف "بترامب" يقول بأننا نريد تهجير أهل غزة لإعادة إعمارها، ولماذا لا يحاسب المسؤول عن هذا الدمار!!
تصريحاته ضعيفة مثل ضعفه بالسياسة والدبلوماسية وإدارة الدولة، قوي؛ لأنه رئيس أمريكا فقط..، ولضعف بعضهم من بقية الدول.
"زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد: عودة سكان غزة لمنازلهم قبل عودة سكان الغلاف دليل مؤلم على أن الحكومة غير قادرة على إدارة الدولة"
هذا التصريح إنْ دل فيدل على ثبات وصبر ومقاومة أهل غزة وانتصارهم مهما كلف هذا النصر، فهم فعلًا انتصروا؛ لأنهم أصحاب الأرض، ومن الجانب الأخر، خسارة الكيان الغاشم المحتل الضعيف مهما بلغ من قوة يبقى هش؛ لأنهم محتلون لا يوجد عندهم عقيدة، و -إن وجدت- العقيدة فهي مبنية على وهم وعلى خُزعبلات، فخسارتهم مادية وعسكرية وبنية تحتية وسُكان أيضًا، خسرت 600 ألف يهوديًا خرجوا إلى أوروبا وأمريكا، فكانت تخسر كل يوم قرابة 240 مليون دولار أي ما يعادل طيلة الحرب 105 مليار دولار، فحسب مواقع أمريكية محايدة فإنَّ إسرائيل خسرت 15 ألف قتيل، وأكثر من 45 ألف مصاب.
أهل غزة لن يتزحزحوا عن بلادهم، ولن يخرجوا منها، فقط كلفهم هذا من قبل الدماء والمال والتشريد، فهذا الموضوع لا مساومة عليه من أهل غزة، فبعد الذي حصل من دمار وهلاك وجوع وطامات كبرى منذ بداية الحرب وطيلة ال١٥ شهرًا، يرحلون!
ليسَ من المعقول يكون رحيلهم بهذهِ السهولة واللين، فهم باقون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، نقطة وسطر جديد.
فأمن الأردن يفرضُ واقعًا حيًّا بعدم تهجيرهم؛ لعدم تصفية القضية الفلسطينية وتذهب بإدراج الرياح، وهذا من المستحيل -إن شاء الله-.
ففكرة استخراج أهل غزة من أراضيهم ليست حلًا عادلًا، فهذهِ جريمة تفرغ الأرض من أصحابها، وتسعى لطمس الهوية، فنحن نعي ونعلم بأن ما وراء هذا القرار هو طمس للقضية الفلسطينية وزوالها فهذا لا نسعى له ولا نريده.
يزخر تاريخ الأردن بالتضحيات في سُبُلِ الحرية، إنْ كانتْ التضحيات داخل الأردن أم خارجه، فالأردنيين علامة بارزة وفارقة تُميز الأردن عن غيره، كان الأردن وحيدًا في المنطقة يدافع عن فلسطين وغزة، وقد دافع بكل ما عنده من سياسة وذكاء ودبلوماسية، ومخاطبة الجهات العُليا والدوليين، ونجح بذلك وفُرِضَ عليهم ما كنا نريد من إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار.
يا ترامب لماذا كل هذا الضغط على الأردن بهذهِ القرارات السخيفة التي تمثلك بسخافتك!
رحم الله شهداء أهل غزة، وأعانهم على مصابهم، وشافا الله جرحاهم.
حمى وحفظ الله المملكة الأردنية الهاشمية قيادةً وشعبًا وجيشًا.
مدار الساعة ـ