... أخطط لتشكيل حزب (الفضائيين).. أو لنقل جمعية ومن ثم نطورها فيما بعد لحزب، تريثوا قليلا أنا لا أقصد بالفضائيين.. من يصعدون للفضاء، بل أقصد الجماعة الذين يظهرون على الفضائيات...

كلما أدرت (ريموت) التلفاز على فضائية شاهدتهم... هم دائما ما يستعملون مصطلحات محددة وقد أحصيت منها: المقاربة، الأرضية الصلبة، البعد الإقليمي.. التجاذبات، العملية السياسية...إلخ.

وهم يتحدثون في كل شيء: خطط ترامب، مستقبل الشرق الأوسط، انعكاسات فوز الإسلاميين، الإدارة الأميركية السابقة، طريقة طبخ السباغيتي، بروز اليمين المتطرف في إسرائيل.. كيفية تحصين الجبهة الداخلية، الفنادق والمقاومة والخنادق.

الفضائيون الأردنيون.. لهم حضورهم على شاشات الفضائيات العربية والعالمية، وأنا أنصح الدولة بأن تستثمر بهم، بحيث يحصلون على تشريع خاص ينظم التصريحات والبرامج، ويمنحهم بعض الامتيازات..

كثيرا ما أجلس في منزلي مثل (الخويثه) واستمع لهم، أحيانا يمارسون دور وزير الخارجية ويتحدثون نيابة عن الشعب، وأحيانا يمارسون دور وزير الداخلية ويتحدثون نيابة عن الأمن، والأخطر أنهم يمارسون الوعي علينا ويوجهون نصائح مهمة للدولة، ويدخلون في تجاذبات.. مع أطراف أخرى، وبعضهم يغادر الاستوديو حين يشعر بأن الطرف المقابل كان وقحا في الطرح...

وأنا مثل (الخويثه) اتكئ على كرسي في زاوية المنزل واستمع....

ذات يوم جمعتني جلسة بفضائي أردني محترف، قاتل على كل الشاشات محلية وعربية، وشرحت له عن آلام القولون التي تأتيني، وقد وجدت الحل عنده.. حتى القولون العصبي لديهم خبرة فيه، وللعلم النصائح التي وجهها لي كانت مهمة وخطيرة..ومن ضمنها، تناول (النخالة) غليها ثم شربها.. وقد استطرد في ذكر فوائدها.. أشعرني بأني (جدي).. أو (نعجة معشرة)...

في إحدى المرات، قال لي أحدهم أيضا إنه قام (بتزكيتي) للخروج على فضائية مهمة، وعبر (سكايب)... وأخبرني بأنهم (جماعته)، وهو يريد مني أن أعرض مهاراتي وخبراتي في الحديث، فعلا جهزت نفسي.. وحين بدأت الاتصال تبين لي أنها محطة إيرانية محلية.. فهربت.

الفضائيون الأردنيون حالة ملهمة جدا في المشهد السياسي... هم يعرفون في كل شيء، حتى أني مرة شاهدت أحدهم يتحدث عن وكالة الغوث والفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة... وأحدهم تحدث ذات يوم عن نظرية الانكفاء والانطواء في أوكرانيا..

يا ترى متى سيصعدون للقمر؟...