أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

من هو قائد الحكمة والتوازن؟


المحامي الدكتور يزن دخل الله حدادين

من هو قائد الحكمة والتوازن؟

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وحين نتحدث عنه يتبادر إلى أذهاننا صورة القائد الذي اختار أن يكون بعيدًا عن الأضواء ولكن قوي في قراراته، حكيم في تحركاته، وحنكته السياسية لا تشوبها شائبة. في عالم مليء بالتحديات والأزمات السياسية، تبرز شخصية الملك عبدالله الثاني كأحد القادة القادرين على التأثير في مسار الأحداث بقرارات مدروسة وعقلانية.
منذ أن تولى الملك عبدالله الثاني العرش في عام 1999، كان أمامه تحديات كبيرة وأثبت نفسه كقائد يعرف كيف يوازن بين مصالح بلاده وبين تعقيدات السياسة الإقليمية والدولية. حكمته لم تكن فقط في استجابته السريعة للأزمات، بل في قدرته على توقع المتغيرات ووضع استراتيجيات طويلة المدى تؤمن استقرار الأردن وتنميته في عالم يتغير بسرعة. ورغم حجم التحديات فقد عاش الأردن في قلب منطقة مضطربة وتغييرات في الأنظمة العربية، وتهديدات متزايدة من الجماعات المتطرفة. وبينما كانت المنطقة تتنقل من أزمة إلى أخرى، كان الملك عبد الله الثاني ي?هر دائمًا هدوءًا استثنائيًا في تعاملاته مع هذه الأزمات. لم يكن يندفع في اتخاذ القرارات، بل كان يتسم بالتروي والبحث عن الحلول المتوازنة التي تحفظ أمن بلاده وعلاقاتها مع الدول الأخرى.
يُصرّ الملك دومًا على أنه لا يمكن أن تكون هناك حلول مفروضة من الخارج في قضايا المنطقة، سواء فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي أو الأزمات في سوريا والعراق. كان الملك عبدالله الثاني دومًا يُجسد صوتًا عقلانيًا في محافل العالم. هو لا يُخفي دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني، لكنه في الوقت نفسه يعرف كيف يواجه الضغوط الدولية دون أن يتراجع عن موقفه. يصر دائمًا على ضرورة وجود حل عادل، ويشدد على أن الأردن سيكون دائمًا داعمًا لأي محاولة للوصول إلى السلام. رسالته دائمًا واضحة: الأردن يدعم حل الدولتين في القضية الف?سطينية، وهو مستعد دومًا للمساهمة في دفع أي جهود سلمية قد تحقق استقرار المنطقة. وبالتالي يتميز جلالته بمرونته السياسية وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة. ففي وقت تتعدد فيه الآراء داخل المنطقة حول القضايا المصيرية مثل القضية الفلسطينية والأزمات السورية والعراقية، كان الملك عبدالله الثاني يعرف تمامًا كيفية الموازنة بين المواقف المتناقضة، مُتجنبًا الوقوع في فخ الانحياز التام لأحد الأطراف. ففي حديثه الدائم عن القضية الفلسطينية، كان الملك دائمًا يشدد على ضرورة تحقيق حل عادل وشامل، ويحرص على دعم حقوق الشعب الف?سطيني في إطار التفاوض والعملية السلمية، في الوقت نفسه الذي يسعى فيه لحماية مصالح بلاده في محيط مليء بالصراعات. لم يكن الملك فقط يتحدث عن السلام، بل كان يسعى جاهدًا إلى تحفيز المجتمع الدولي نحو حلول مستدامة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ولا يمكن إغفال دور الملك في تحفيز التعاون بين الدول العربية وتعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة. رؤيته الإقليمية لم تقتصر فقط على مصلحة الأردن، بل كانت تهدف إلى المساهمة الفاعلة في بناء تحالفات أقوى في مواجهة قضايا الأمن، التنمية، والتعاون الاقتصادي.
الملك عبدالله الثاني ليس مجرد ملك، بل هو قائد حكيم استطاع أن يضع الأردن على خريطة العالم كدولة مستقرّة وقوية في وسط بحر من الاضطرابات حيث أظهر للعالم كيف يمكن لبلد صغير أن يتحمل أعباء كبيرة ويسعى لتقديم حلول مستدامة لمشاكل إنسانية وسياسية وأمنية معقدة. كان للملك عبدالله الثاني دورٌ محوري في بناء علاقات استراتيجية مع الدول الكبرى في العالم، مع الحفاظ في الوقت ذاته على استقلالية مواقف الأردن.
إن حكمة وحنكة الملك عبدالله الثاني ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي أفعال ملموسة انعكست في استقرار وتنمية الأردن فهو قائد لا يخشى اتخاذ قرارات صعبة، ولكنها مدروسة بعناية، مراعياً مصالح بلاده وشعبه، مع الحفاظ على احترام القيم الإنسانية والديمقراطية. وبينما يواجه العالم العربي تحديات جسيمة، يظل الملك عبدالله الثاني ركيزة من ركائز الاستقرار في المنطقة، وقيادة تسعى إلى تحقيق السلام في العالم العربي والتنمية المستدامة لكل الأردنيين.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ