في لقاءٍ خاص جمع بين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المحبوب، والزميل الصحفي عواد الخلايلة، ألقى سموه الضوء على رؤيته الطموحة لتطوير واقع كليات ومعاهد الإعلام في الأردن، من خلال رؤية تتسم بالشمولية وتضع الإعلام الأردني في قلب التحولات الرقمية وثورة الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى بناء جيل جديد من الإعلاميين المتمكنين تقنياً وفكرياً.لطالما كان الإعلام مرآةً للمجتمع، عاكساً لجوانب الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، لكن في رؤية سمو ولي العهد، الإعلام يتجاوز دوره التقليدي ليصبح أداة للتغيير الحقيقي وصانعاً للمستقبل، فبالنسبة لسموه، الإعلام ليس مجرد ناقل للخبر أو صانع للرأي العام، بل هو شريك استراتيجي في التنمية المستدامة، وجسر يربط المواطن بصانعي القرار، وأداة لبناء اقتصاد معرفي قوي.يشدد سمو ولي العهد على أهمية التحول الرقمي في كليات ومعاهد الإعلام الأردنية، مشيراً إلى أن التكنولوجيا لم تعد خياراً بل ضرورة، فالاعتماد على التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية، بل هو عامل أساسي لضمان بقاء الإعلام مواكباً للتحولات العالمية، من خلال توظيف هذه التقنيات، يمكن للإعلام أن يصبح أكثر دقة وسرعة وابتكاراً، مع القدرة على تحليل البيانات الضخمة وتقديم محتوى مخصص يخاطب جمهوراً متنوعاً.رؤية سمو ولي العهد تشمل تحديث المناهج الأكاديمية في كليات ومعاهد الإعلام لتشمل موضوعات مثل: الصحافة الرقمية، وأساسيات الذكاء الاصطناعي، وإنتاج المحتوى التفاعلي، كما يدعو سموه إلى تعزيز الشراكات مع المؤسسات الإعلامية العالمية وشركات التكنولوجيا لتوفير التدريب العملي للطلاب، وتجهيزهم للعمل في بيئة إعلامية متغيرة باستمرار.إن ما يميز هذه الرؤية أنها لا تقتصر على تحديث الأدوات فقط، بل تركز على تمكين العنصر البشري، فسمو ولي العهد يؤمن بأهمية بناء جيل إعلامي واعٍ، قادر على التفكير النقدي والإبداعي، ومجهز بالمهارات التقنية اللازمة، هذا الجيل سيكون قادراً على قيادة المشهد الإعلامي الأردني، ليس فقط محلياً، بل أيضاً إقليمياً وعالمياً.تظهر رؤية سمو ولي العهد، إدراكاً عميقاً للدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام في التنمية، فمن خلال إعلام رقمي حديث وشامل، يمكن للأردن تعزيز صورته على الساحة الدولية، وجذب الاستثمارات، وتسليط الضوء على الإنجازات الوطنية.رؤية سمو ولي العهد، لتطوير الإعلام الأردني، هي دعوة صريحة للابتكار والتجديد، وإيمان بأن الإعلام الرقمي يمكن أن يكون قوة دافعة للتغيير الإيجابي في المجتمع، وإنها رؤية تستحق أن تُترجم إلى خطوات عملية، لأن مستقبل الإعلام الأردني يعتمد على قدرتنا على مواكبة العصر والتكيف مع متغيراته.من هنا، يتضح أن الإعلام الأردني في ظل هذه الرؤية سيكون أكثر من مجرد أداة لنقل المعلومة، بل منصة لصناعة المستقبل.oubaidahrbabah@gmail.com