يعودون من ارضهم إلى ارضهم ، من دمار إلى دمار.
يعودون مكلومين مثخنين بالجراح ، فاقدين لاهلهم واحبائهم ، لكنهم يواصلون الصمود والحياة والتشبث بالارض .
سيظل مشهد عودتهم في ذاكرة البشرية لعقود وعقود .
هل شاهدت اميركا واروبا هذا الطوفان البشري . اي ضمير انساني لم يتحرك ؟
لا يقلهذا النفير عن مشاهدعودة الفيتناميين والكمبوديين واليابانيين. هذه اثار الحضارة الغربية.
ترسل الحشود العائدة الى شمال قطاع غزة رسائلها الى الجميع : الى العدو الذي صب عليهم من الاسلحة مالم يجرب في البشرية بعد ، اكثر مما القي على هيروشيما وناجازاكي .والى داعمي العدو (ادعياء الحضارة ) بانهم دعموا قتل الحياة .
يقولون للعدو وللصديق على السواء : هذا وطننا ، نعود الى كل متر منه وان كان دماراً .
رسالتهم إلى الرئيسين الاميركيين الحالي والسابق وإداراتيهما:
لا نرحل الا داخل وطننا . نحن اصحابه وجلادونا الذين ترسلون لهم احدث اسلحة القتل
والدمار هم الطارئون .. سيبقون طارئين.
رسالتهم الى نتنياهو واليمين المتطرف أن الحقوق لاتضيع
جراء الامر الواقع والمعتقدات والعدوان والقتل والدمار .
نقول لاهلنا في فلسطين ، في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين ، ان صمودكم الاسطوري وثباتكم في ارضكم وتمسككم بحقوقكم ، تجعل من السياسات الاميركية والغربية المتحالفة معها مجرد اوهام .
ونقول لهم اننا معهم ، كنا ومازلنا وسنبقى الى ان تعود الحقوق لاصحابها ، حقهم في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس .
وقفنا طوال 15 شهراً من العدوان الى جانبكم ، ولا حدود جغرافية بيننا وبينكم في غزة . وصلناكم من الجو ومن البر .
وحينما تبنت الادارة الاميركية السابقة اوهام نتنياهو بالتهجير ، كنا اول من وقف في وجهها . ها نحن نقف مرة اخرى في وجه اوهام التهجير لدى الادارة الجديدة ولو دفعنا اغلى الاثمان .
كلا . قالها جلالة المللك عبد الله الثاني مراراً، وها نحن نقول من خلفه : كلا وكلا وكلا .
علينا ان نرص الصفوف في مواجهة الضغوط المحتملة ، وربما الابتزاز ، نواجهها بصلابة وعزم وايمان .
علينا ان نتنبه الى محاولات العبث بوحدتنا الوطنية ، الى الحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والى محاولات البعض تشويه صورة بلدنا او النيل من مواقفنا .
بعيداً عن التوصيفات لما جرى من نصر وهزيمة، فالحساب لا يكون تحت ظروف العدوان وبين الخراب والدمار. الحساب لا يكون من غير اصحابه. من اهل غزة وفلسطين وحدهم .
قال الاردن كلمته ، وقالت مصر كلمتها ايضاً وقال الفلسطينيون: لا للتهجير .
ما الذي سيقوله الاشقاء والاصدقاء ، وما الذي ستفعله الادارة الاميركية وحكومة التطرف في اسرائيل ؟
يزدري نتنياهو الامم المتحدة والجنائية الدولية في وقت عودة الغزيين من ارضهم الى ارضهم.
مشهد العودة إلى الشمال يدهش العالم . العدو قبل الصديق.