أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

مهيرات تكتب: تضارب المصالح وأثره على مؤسسات القطاع العام والخاص


الدكتورة ميرفت مهيرات

مهيرات تكتب: تضارب المصالح وأثره على مؤسسات القطاع العام والخاص

مدار الساعة ـ
في عالم القطاع العام الديناميكي والمعقد، يلعب السلوك التنظيمي دوراً حاسماً في تشكيل النتائج المؤسسية، ودفع الأداء، وتعزيز الثقة.
ومن أهم التحديات التي تؤثر على هذا السلوك، يبرز تضارب المصالح كقضية مستمرة ومدمرة محتملة، حيث أن المؤسسات وعندما لا تتم إدارتها بشكل فعال، يمكن لتضارب المصالح أن يقوض المعايير الأخلاقية، ويضعف الثقافة التنظيمية، ويؤدي إلى تآكل الثقة العامة ويحدث عادة تضارب المصالح عندما تتداخل المصالح الشخصية للفرد - سواء كانت مالية أو عائلية أو سياسية - مع قدرته على التصرف بحياد في دوره المهني، وفي القطاع العام، تكون المخاطر عالية بشكل خاص.
وعلى عكس القطاع الخاص، فإن المؤسسات العامة مسؤولة ليس فقط أمام قياداتها ولكن أيضًا أمام المواطنين الذين تخدمهم، والقرار المتهاون في هذا المجال لديه القدرة على الإضرار بالرفاهية العامة، وتقليل الشفافية، وخلق عدم كفاءة نظامية، يشمل السلوك التنظيمي مواقف وقيم وأفعال الأفراد والمجموعات داخل المؤسسة.
إن القوة العاملة المنسجمة بشكل جيد، والتي تدعمها الأخلاق المشتركة والشعور بالغرض الجماعي، ضرورية لنجاح أي مؤسسة عامة.
ومع ذلك، فإن وجود تضارب المصالح يعطل هذا التوافق، مما يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية فقد يعاني الموظفون الذين يرون المحسوبية أو المحاباة أو اتخاذ القرارات غير العادلة من انخفاض الروح المعنوية. و يمكن أن يخلق تضارب المصالح جوًا من الشك والمنافسة بدلاً من التعاون. قد يتردد الموظفون في مشاركة الأفكار أو التعاون في المشاريع، خوفًا من أن تكون النتائج محددة مسبقًا بناءً على العلاقات الشخصية أو المصالح بدلاً من الجدارة. بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي تضارب المصالح غير المنضبط إلى تطبيع السلوك غير الأخلاقي. إذا لاحظ الموظفون أن كبار القادة يخرقون القواعد لصالح مصالحهم الشخصية، فقد يشعرون بالرضا عن فعل الشيء نفسه، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب والفساد.
في القطاع العام، يمتد سلوك المنظمة إلى ما هو أبعد من الديناميكيات الداخلية إلى التفاعلات مع الجمهور. يمكن لحوادث تضارب المصالح، إذا تم الكشف عنها، أن تلحق الضرر بسمعة المؤسسة، مما يقلل من ثقة المواطنين في عمليات وبرامج الحكومةماذا نفعل ؟.لمعالجة تضارب المصالح وتأثيره على السلوك التنظيمي، يجب على المؤسسات العامة اعتماد تدابير استباقية وشفاف بوضع سياسات تضارب المصالح القوية التي تحدد ما يشكل تضاربًا، وكيفية الكشف عنه، وعواقب عدم الامتثال أمر ضروري. يمكن لبرامج التدريب المنتظمة أن تساعد الموظفين على تحديد ومعالجة الصراعات المحتملة. الشفافية في صنع القرار. يجب على المنظمات تعزيز ثقافة حيث يشعر الموظفون بالأمان عند الإبلاغ عن حوادث تضارب المصالح. إن حماية المبلغين عن المخالفات وآليات الإبلاغ المجهولة يمكن أن تمكن الموظفين من التحدث دون خوف من الانتقام.
و تعتبر القيادة الأخلاقية أمرًا بالغ الأهمية في تحديد نبرة السلوك التنظيمي. يجب على القادة أن يكونوا قدوة في النزاهة، وأن يكشفوا عن مصالحهم، وأن يلتزموا بنفس المعايير التي يلتزم بها مرؤوسوهم. إن تضارب المصالح، إذا تُرِك دون رادع، لديه القدرة على تآكل الأساس ذاته للسلوك التنظيمي الفعال في القطاع العام. ومع ذلك، من خلال تنفيذ سياسات شفافة، وتعزيز ثقافة المساءلة، وتعزيز القيادة الأخلاقية، يمكن للمؤسسات العامة التخفيف من تأثيرها. إن معالجة تضارب المصالح لا تتعلق فقط بالحفاظ على الامتثال؛ بل تتعلق بحماية ثقة المواطنين، وتعزيز الأداء التنظيمي، ودعم القيم الأساسية للخدمة العامة.في عصر حيث أصبحت الرقابة العامة أعلى من أي وقت مضى، فإن معالجة تضارب المصالح ليست مجرد تحدٍ بل فرصة لإظهار الالتزام بالشفافية والنزاهة والتميز في الحكم.
مدار الساعة ـ