أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخلايلة يكتب: ثُنائية الدور والنُخب الأردنية.. ما المطلوب أردنيّاً؟


سلطان عبد الكريم الخلايلة

الخلايلة يكتب: ثُنائية الدور والنُخب الأردنية.. ما المطلوب أردنيّاً؟

مدار الساعة ـ
القلق الأردني من تسارع الأحداث ليس مُبالغاً فيه. بل هو في محله تماماً. فيما سيعمل صانع القرار على تحديد السيناريوهات الأردنية بناءً على ما سيتم من تطورات وكيفية التعامل معها. كون اللوحة التي يجري رسمها اليوم خطيرة. ومن المهم الالتفات إلى صناعة النخب السياسية بشكل أفضل من الطرق التقليدية. أليس المنطق يقول إن أي فراغ في غياب النخب وصناع القرار سيتم ملؤه، ولو لم يكن بحجم المسؤولية؟ لهذا فإن ثنائية الدور والنخب معادلة صعبة علينا العمل على بنائها بصورة سريعة. كما علينا طرح أسئلة حول ما هو أردني فيما يجري، بمعنى ما الذي يلامس مصالحنا ويعمل على التأثير علينا في القادم.
إن الدور الأردني يتطلب أذرعاً من نُخب سياسية قادرة على تقديم طروحاتها بشكل لا لُبس فيه. حتى نصل إلى إجادة التعامل مع الخيارات المستقبلية لتصب القرارات في مصلحتنا أولاً وأخيراً، خاصة في ظل التحديات الإقليمية المتسارعة التي تحيط بالأردن. فالوعي والحكمة واجبان جداً الآن.
هنا تبرز أهمية الحديث عن النخب المُتصدِّرة في المشهد السياسي والاجتماعي، ودورها في توجيه السياسات وإدارة المرحلة. إن دور الأردن القادم لا يمكن لأي جهة العمل على تحجيمه، ولو كانت هناك مساعٍ من أطراف دولية لذلك، خاصة مع تصعيدنا الدبلوماسي في مواجهة العدوان الإسرائيلي. هذا بالطبع لن يروق للآخرين. أما المغزى فهو بالعودة إلى العنوان الرئيسي من الحكاية الأردنية. اسمحوا لي أن أسأل: هل لدينا نُخَب سياسية قادرة على التعامل مع هذا التحدي وتبديد المخاوف، خاصة بعد إعادة طرح خطط الإدارة الأمريكية بما سُمي "صفقة القرن"، ومن المؤكد أن خيار السلام بمعناه الحقيقي ليس موجوداً كخيار لتلك الإدارة الحالية؟
إن المرحلة الحالية تتطلب من النُخب السياسية والإعلامية أن تتبنى نهجاً عمليّاً واستراتيجياً في التعامل مع التحديات. يجب على النُخب أن تقدم حلولاً واقعية ومقترحات بناءة تسهم في تعزيز الاستقرار والأمن الوطني. كما يجب أن تكون هذه النُخب قادرة على التواصل الفعّال مع الجمهور وتوضيح الرؤية المستقبلية للأردن، مما يعزز الثقة بين القيادة والشعب. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على النخب أن تعمل على تطوير قدراتها ومهاراتها لتكون قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بكفاءة وفعالية. إن بناء نخب قوية ومؤهلة هو السبيل الأمثل لضمان مستقبل آمن ومستقر للأردن.
ماذا عن دور النُخب فيما هو قادم؟ على النُخب أن تدرك أن دورها لا يقتصر على الخطابات أو الحضور الإعلامي، بل يتعدى ذلك إلى تقديم حلول عملية ومقترحات بناءة. المرحلة القادمة تتطلب مسؤولية كبيرة، وتحتاج إلى تحصين الأردن من المخاطر التي قد تهدد أمنه واستقراره. كما يجب العمل على تبديل النخب السياسية الحالية بنخبٍ أكثر قدرة على التعامل مع الخيارات الاستراتيجية. ولا نغفل أهمية النخب الإعلامية وصناعتها، ولنعترف بأن فقدانها قد أثر بشكل كبير محلياً.
ومن غير المقبول اليوم أبداً أن تقوم بعض الأطراف بتحريف تصريحات المسؤولين في الدولة الأردنية من مقابلاتهم الصحفية بهدف خلق بطولات زائفة أو تكوين دعاية إعلامية مضللة. إن مثل هؤلاء المسؤولين يمثلون الأردن بكل فخر وبأعلى درجات النزاهة والأمانة، عاكسين صورة الدولة الأفضل أمام العالم. ومع ذلك، هناك بعض الجهات التي تسعى بشكل مغرض لتشويه صورة كل من يعمل بصدق وإخلاص من أجل مصلحة الوطن، مدافعة فقط عن مصالحها الشخصية. نبقى نحن واثقين أن الحق يظل حقاً مهما حاولوا تحريفه لأغراضهم الخاصة.
إن المرحلة الحساسة التي يمر بها الأردن حالياً تحتاج إلى شراكة فعّالة بين الفعاليات وقطاعات اجتماعية واقتصادية وسياسية حتى نصل إلى هدف ملامسة وتمثيل القواعد الاجتماعية والوصول إلى نبض السواد الأعظم من الأردنيين. كما أنّ مطبخ القرار الأردني يتفاعل بقوة مع هذه التحولات، لذلك يجب أن نبقى في دورنا الإقليمي المهم، والعمل على تعزيز حالة الاستقرار والأمن التي يتحصل عليها الأردن في إقليم ملتهب ومليء بالنزاعات والصراعات والأزمات. إننا اليوم وفي ظل التحديات المتسارعة ندعم ونؤكد على الموقف الثابت والواضح في دعم قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، مع رفض قاطع لأي محاولات لنقل سكان غزة إلى الدول المجاورة، كون أن ذلك سيكون تهديدًا للحقوق الفلسطينية. ونجدد اليوم التأكيد على دعم مواقف الملك الراسخة ضد أي مشاريع تهدد أمن واستقرار الأردن، وأدعو جميع القوى الوطنية والأحزاب السياسية للتوحد خلف القيادة في مواجهة أي ضغوط أو مخططات تستهدف الدولة. حيث أن الشعب الأردني سيتصدى بحزم لأي تهديدات تمس الأمن الوطني.
أما ما يعزز ذلك فهو باستمرار حالة الاستقرار والأمن في الأردن، حيث ما زال الأردن يصعد في أول الخيارات التي تريدها الإدارة الأمريكية الجديدة لحل القضية الفلسطينية وإلى جانب ذلك أن الأردن أيضاً ما زال على خطوط التماس مع النفوذ الإيراني الممتد إلى الحدود الشمالية الأردنية والحدود الشرقية مع العراق. ألا ترون أن العمى أصبح يتلاشى أمام حجم الهجوم والاستهداف المقصود ضد الأردن؟ فمحاولة التشكيك بكل خطوة تتخذها القيادة تنسج خيوطها لتحقيق أهداف زعزعة ثقة المواطن بقيادته السياسية ومواقفها. أما الواجب فهو الابتعاد عن حالة الشك والتشكيك في مواقف الأردن، والعمل على تمتين الجبهة الداخلية سياسياً واقتصادياً وتنموياً في ظل انعكاس هذه التحولات على المستوى الوطني. مع كل هذه التحولات الدولية، يجب الالتفاف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة ليبقى أردننا كما قالها مولاي المعظم: "حُرّاً عزيزاً منيعاً كريماً."
مدار الساعة ـ