أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رعب التصريحات


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

رعب التصريحات

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
.. لماذا الخوف من تصريحات ترامب؟
أحيانا حينما يصرح نتنياهو أو ترامب في مسألة بشأن القضية الفلسطينية، يتكالب بعض المسؤولين السابقين، والكتاب المبتدئين.. وبعض المتقاعدين، على الصحف من أجل الرد والدفاع عن الأردن.. والمقالات في أغلبها تشبه كلمات أغنية: (حيطنا مش واطي).. الإنشاء لا يخدم البلد، والمقالات المكتوبة بلغة ركيكة لا تخدم المرحلة أبدا.
تصريح ترامب أجوف..لماذا؟..أولا لأن سكان غزة ليسوا سلعة تحمل في سيارات شحن وتنقل حيثما يشاء المالك، هؤلاء شعب لهم قرار وقضية.. هل يجرؤ أحد على إجبار شيخ أو سيدة على الرحيل عنوة؟...مئات الألوف من القذائف صبت فوق رؤوسهم، ولم يتحدث أحد منهم عن مغادرة غزة.. وسؤالي من سيقوم بترحيلهم..إسرائيل؟..إسرائيل أفرغت شمال غزة وقصفت جنوبه ومزقت القطاع.. وحين ضاقت المقابر بأهل غزة دفنوا الشهداء في حدائق المنازل.. أنا لا أعرف لماذا أخذنا التصريح دون أن ننظر إلى التنفيذ، من سينفذ؟..إسرائيل لم تستطع أن تحرر أسيرا من أسراها غير?الأربعة الذين حرروا صدفة..وقتلت البعض في عمليات غبية.. هل يستطيع من فشل في تحرير (120) أسيرا وعبر أكثر من عام أن يهجر (2) مليون غزي؟
الأردن ليس وطنا هشا، في حال قال ترامب جملة، فعلينا البدء ببناء (الكارفانات) وفتح حدودنا والتنفيذ الفوري.. الأردن وطن له سيادة وقرار ونفوذ، لو كان بإمكانهم التهجير لفعلوا ذلك منذ (20) عاما.. لكنهم لم يستطيعوا، لأن الشعوب في النهاية لها قرارها أيضا.. وليس هناك أبلغ من قرار الشعب الأفغاني، حين أنهى (20) عاما من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وجعلهم يهربون بطائراتهم ويتخلون عن جواسيسهم..مشهد أفغانستان وحده، كفيل بأن يعري كل المخططات والتصريحات الأمريكية.. مشهد أفغانستان وحده، كفيل بأن يجعل التاريخ الأمريكي يحمل?بعض صفحات الخزي والهزيمة.
(ترامب) بتصريحه أراد أن يسرق من الشعب الفلسطيني حالة الندية التي يعيشها..أراد أن ينقذ طبقة سياسية في إسرائيل بدأت بالإهتراء، هو تصريح فقط لرفع الحالة المعنوية، لدي الإسرائيلي الذي هزم..وتخلى عن كل أهدافه وأجبر على الجلوس والتفاوض..
الملك عبدالله له حضوره داخل المجتمع السياسي الأمريكي، وهو يعرف كيفية التعامل مع هكذا أحلام، هو واجه الربيع العربي وتجاوزه، واجه سقوط بغداد وتحمله..واجه انهيار أنظمة ودمار عواصم عربية..واجه الأزمة السورية بكل منعطفاتها، واجه اليمين الإسرائيلي..واجه عمليات التهويد في القدس، ما واجهه الملك عبدالله في حياته.. أخطر من التصريحات بكثير، لهذا أنا مؤمن أن تغيير الذهنية الحاكمة في أمريكا، له طرقه وأدواته ونظامنا السياسي له حضوره ونفوذه وقوته هناك.
ما يزعجني في المشهد هو أننا دائما في التعامل مع هكذا وضع، نشحذ أقلام المتقاعدين، ويشمر بعض الكتبة عن زنودهم، وبعض من خرجوا من مواقع العليا في الدولة يهاتفونك في منتصف الليل ويسألونك: (قرأت مقالي استاذ؟) يشعرك بأن ترامب ينتظر رده، والأهم أن بعض الأحزاب تصدر بيانات شديدة اللهجة.. باعتبار أنها ستترجم لترامب وسيقرأها، ما يزعجني في المشهد أننا نكتب بنفس لحن أغنية: (حطينا مش واطي).. الأمور لا ترتبط بالفزعة، الأمور لها قياساتها ولها خلفياتها..
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ