مدار الساعة - تستعد وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لإرسال أكثر من 5000 جندي من وحدات القتال الحربية إلى جنوب غربي الولايات المتحدة، من أجل تنفيذ أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الدور العسكري لحماية الحدود، بحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Journal.
وبحسب الصحيفة، ستضم القوات المشاة المسلحة وقوات الدعم من فرقة المشاة 82 المحمولة جواً وفرقة الجبل العاشرة - وهما من أبرز تشكيلات القتال في الجيش الأميركي، ومن المرجح أن تكون على الحدود في غضون أيام، وفقاً لما صرح به مسؤول دفاعي.
يأتي ذلك في أعقاب ما أعلنه الرئيس ترامب بأن ما سمّاه "غزو" المهاجرين ووكالات المخدرات والمتسللين سيواجه برد عسكري.
وفي 20 يناير، أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بإرسال وزارة الدفاع أكبر عدد ممكن من القوات لتحقيق "سيطرة كاملة في العمليات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة".
وجاء في الأمر التنفيذي "في غضون 90 يوما، سيتعين على وزيري الدفاع والأمن الداخلي التوصية بما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراءات إضافية، تتضمن الاستعانة بقانون التمرد لعام 1807".
ويسمح قانون التمرد لعام 1807 لرئيس الولايات المتحدة بنشر الجيش لقمع التمرد المحلي. واُستخدم القانون في السابق لقمع الاضطرابات المدنية.
وبحسب الصحيفة، سيتم إبقاء القوات في حالة جهوزية كخطوة احترازية لضمان استعدادها في حالة أمر البيت الأبيض بتعزيز القوات العسكرية على الحدود، على النحو المتوقع على نطاق واسع، وفقاً لمسؤول عسكري.
وستكون مهمة القوات هي دعم وكالات إنفاذ القانون مثل وحدات الحرس الوطني المنتشرة على الحدود، وفقاً لمسؤولي الدفاع.
يذكر أن فرقتي المشاة 82 والجبل العاشرة من بين قوات البنتاغون الأكثر استعدادًا للقتال، مما يعكس توجيه ترامب بأن يتولى البنتاغون "حماية السيادة والسلامة الإقليمية للولايات المتحدة على طول حدودنا الوطنية".
وأصدر ترامب، في فترة ولايته السابقة، أمرا بإرسال 5200 جندي للمساعدة في تأمين الحدود مع المكسيك. كما نشر الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن جنودا على الحدود أيضا.
وأعلن ترامب في أول يوم له في المنصب أن الهجرة غير الشرعية حالة طوارئ وطنية، وكلف الجيش الأميركي بمساعدة أمن الحدود، وأصدر حظرا واسع النطاق على اللجوء، واتخذ خطوات لتقييد حصول الأطفال الذين يولدون على الأراضي الأميركية على الجنسية تلقائيا.
يأتي ذلك فيما قال مسؤول أميركي وآخر مكسيكي لـ"رويترز" إن المكسيك رفضت طلبا من إدارة الرئيس ترامب بالسماح لطائرة عسكرية أميركية تقل مهاجرين، تقرر ترحيلهم من البلاد، بالهبوط في أراضيها.
وتوجهت طائرتان عسكريتان أميركيتان تحمل كل منهما نحو 80 مهاجرا إلى غواتيمالا أمس الجمعة. لكن الحكومة لم تتمكن من المضي قدما في الرحلة الثالثة التي كانت مقررة إلى المكسيك بعد رفض استقبال تلك الطائرة.
وأكد مسؤول أميركي ومسؤول مكسيكي القرار الذي كانت شبكة "إن بي سي نيوز" NBC News أول من أوردته. ولم يكشف المسؤول المكسيكي عن سبب الرفض.
وقال مصدر في البنتاغون لوكالة "فرانس برس": "يمكننا أن نؤكد أن طائرتين تابعتين لوزارة الدفاع توجهتا هذه الليلة من الولايات المتحدة إلى غواتيمالا لإعادة مهاجرين".
ولم تؤكّد حكومة غواتيمالا إن كانت هذه الدفعة تتضمّن بعضا من "المهاجرين الخطرين غير القانونيين" الـ538 الذين تمّ توقيفهم وإن كانت ضمن "مئات" أعلن البيت الأبيض ترحيلهم الخميس.
واكتفى ناطق باسم نيابة الرئاسة في غواتيمالا بالقول لوكالة "فرانس برس": "هي رحلات ما بعد تنصيب ترامب".
في وقت مبكر الجمعة، نشر البيت الأبيض صورة على موقع "إكس" لرجال مكبلي الأيدي يدخلون طائرة عسكرية، مع تعليق "بدأت رحلات الترحيل". وقال ترامب للصحافة إن الهدف من هذه الرحلات هو ترحيل "المجرمين الأكثر شراسة وتصلبا".
ونقل الركاب إلى مركز استقبال تابع لسلاح الجوّ من دون أن يتسنّى لوسائل الإعلام التواصل معهم.
ويجاهر البيت الأبيض بإطلاقه "أكبر عملية طرد جماعية في التاريخ".
يذكر أنه في ظل إدارة جو بايدن السابقة، تم ترحيل حوالي 270,000 شخص في عام 2023، وهو رقم سنوي لم يتم بلوغه خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى (2017-2021).