لا بد من تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحةفي القضايا المفصلية والحساسة واستخدام المصطلحات التمييزية سياسياً وعسكرياً حتى لا يتم خلط الأوراق والمفاهيم، حيث أن مصطلح "ميليشيا"يدل على مجموعة مسلحة من المواطنين خارج نطاق الجيش النظامي التابع للدولة تتشكل بهدف الدفاع عن قضية معينة ترتبط بأفكار وبرامج الأحزاب أو التنظيمات التي انبثقت عنها، وذلك لا يتعارض مع تصريحات معالي وزير الخارجية أيمن الصفدي في "دافوس" الذي تميز بدبلوماسيته المحترفة وحرصه على انتقاء واستخدام المصطلحات التي تخدم أمن واستقرار المنطقة العربية وربطها بضرورة الالتزام بالاتفاقيات التي نصت على حل الدولتين الذي كفل إقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967.

معالي الصفدي دبلوماسي محنك من الطراز الرفيع ويتمتع بمهارة خطابية عالية تُدرس في المعاهد الدبلوماسية، وعلينا أن نعترف بجهوده المكوكية التي عبرت عن الموقف الأردني الشجاع والإنساني من الحرب الشعواء في قطاع غزة على مدار خمسة عشر شهراً بشكل مستدام وملحوظ إقليمياً ودولياً، ضمن سياق يستنكر فيه عميد الدبلوماسيين العرب انسداد الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية وتداعياته على الجانب الفلسطيني باستعصاء الخيارات السياسية، والتوجه لتشكيل "ميليشيا" وليس "مرتزقة" في ظل غياب دولة فلسطينية ذات سيادة لديها جيش نظامي من أجل الدفاع عنها وحمايتها.