مدار الساعة - كتب أ.د. محمد الفرجات - في حادثة أثارت الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، قام شاب أردني من محافظة البلقاء بتعبئة الهواء في عبوات بلاستيكية وبيعها كمنتج مبتكر. هذا التصرف لاقى ردود فعل متباينة، حيث قرر عطوفة محافظ البلقاء منعه، معتبرًا أن دوره كحاكم إداري يقتضي منع أي أنشطة قد تثير الجدل أو تسيء للمجتمع.
دور الحاكم الإداري في الحفاظ على النظام العام:
يُشكر عطوفة المحافظ على تدخله السريع، إذ أن من واجباته كحاكم إداري الحفاظ على النظام العام ومنع أي ممارسات قد تُحدث بلبلة في المجتمع. هذا الإجراء يهدف إلى ضمان عدم استغلال المواطنين بمنتجات قد تكون غير ذات جدوى أو تفتقر للمصداقية.
الابتكار في تسويق الهواء: فرصة غير مستغلة:
على الرغم من ذلك، تُعتبر فكرة بيع الهواء المعبأ فرصة استثمارية وسياحية واعدة إذا ما تم تطويرها بشكل صحيح. في دول مثل كندا وألمانيا، توجد شركات تبيع الهواء المعبأ كمنتجات سياحية تلقى رواجًا. يمكن للشاب الأردني تسجيل فكرته والعمل على تطوير منتج سياحي مقنع، مثل تعبئة هواء مناطق طبيعية مميزة كالبحر الميت، وتسويقه للسياح الباحثين عن منتجات فريدة.
الحاجة لدعم أفكار الشباب في الأردن:
تفتقر محافظات ومدن وقرى المملكة إلى جهات تستمع لأفكار الشباب وتساعدهم في تحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق أو حلول تدعم مجالات مختلفة. إن إنشاء منصات أو مؤسسات تُعنى بدعم الابتكارات الشابة سيسهم في تمكين الشباب والمساهمة في حل مشكلتي الفقر والبطالة.
مشروع "إكسير الحياة النبطي": نموذج للابتكار السياحي:
في عام 2018، أطلق الأستاذ الدكتور محمد الفرجات فكرة مشابهة تحت مسمى "إكسير الحياة النبطي"، حيث اقترح تعبئة هواء نقي مشبع بالأكسجين من البحر الميت ومن منطقة مطل وادي نملة في البترا. يُعتقد أن هذا الهواء الغني بالعناصر الطبيعية يمكن أن يكون منعشًا وذو فوائد صحية، خاصة عند استنشاقه في أوقات الفجر. مثل هذه الأفكار تُظهر الإمكانيات الكبيرة لتطوير منتجات سياحية مبتكرة تعتمد على الموارد الطبيعية الفريدة في الأردن.
وفي الخاتمة، وبينما يُشكر عطوفة المحافظ على دوره في الحفاظ على النظام العام، يجب أن نُشجع الشباب على الابتكار وتطوير أفكارهم بما يخدم المجتمع والاقتصاد الوطني. توفير الدعم والإرشاد للشباب يمكن أن يحول أفكارًا بسيطة إلى مشاريع ناجحة تساهم في التنمية المستدامة.