أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الدراوشة تكتب: الملك يحمل شعلة الأمل.. أكبر قافلة مساعدات أردنية إلى غزة


شذى يوسف الدراوشة

الدراوشة تكتب: الملك يحمل شعلة الأمل.. أكبر قافلة مساعدات أردنية إلى غزة

مدار الساعة ـ
في لحظةٍ تتوهَّج فيها معاني الإنسانيَّة، وتتعانق فيها قلوبُ الشعوب على جسرٍ من الأمل، وقف الملكُ، رمزُ القيادةِ والرَّحمةِ، يشهد تجهيزَ أكبرِ قافلةِ مساعداتٍ إنسانيَّةٍ متَّجهةٍ من الأردنِّ إلى قطاعِ غزَّة. كانت السَّاحةُ أشبهَ بلوحةِ فسيفساءَ نابضةٍ بالحياة؛ الشَّاحناتُ مصطفَّةٌ وكأنَّها جنودُ سلامٍ مستعدَّةٌ لتحمُّلِ رسالةِ العطاء، وعَلَمُ الأردنِّ يرفرفُ كنبضِ القلبِ، يشهدُ على عظمةِ التَّضامنِ وسموِّ الهدفِ.
لم يكن حضورُ الملكِ إجراءً رسميًّا أو إطلالةً روتينيَّةً، بل كان تجسيدًا لروحِ القائدِ الذي لا يعرفُ حدودًا للمسؤوليَّة. عيناه تتفحَّصان المشهدَ، تلامسان الحاضرينَ بنظرةٍ مليئةٍ بالإصرارِ، وكأنَّها تقول: "لا نتركُ أحدًا خلفَنا". وبكلماتِه البسيطةِ، ولكنَّها عميقةُ المعاني، أكَّد أنَّ الأردنَّ، رغم قلَّةِ موارده، يملكُ فيضًا من القيمِ والإنسانيَّةِ ما يجعلُه سندًا للمستضعَفين.
وفي هذا المشهدِ المهيبِ، المكلَّلِ بأسمى تعابيرِ الفخرِ والاعتزازِ، لم تكن القافلةُ مجرَّدَ وسيلةٍ للمساعدة، بل رمزًا لمعنى أعمقَ؛ رسالةً إلى العالمِ أجمعَ بأنَّ العدلَ لا يُقاسُ بالقوَّةِ، بل بالإصرارِ على نصرةِ الحقِّ.
من هذا الميدانِ، ومن قلبِ الأردنِّ الأبيِّ، تعلو الدَّعواتُ والصَّلواتُ من كلِّ زاويةٍ تنبضُ بروحٍ أردنيَّةٍ صادقةٍ تناجي اللهَ لنصرةِ إخوتِنا في غزَّة وإغاثتِهم.
اليومَ، يُكتبُ فصلٌ جديدٌ في كتابِ التَّضامنِ العربيِّ. فصلٌ تزيِّنُه كلماتُ العطاء، ويُسطَّرُ بحبرٍ من نورٍ في تاريخِ الأردنِّ الحديثِ، حيث يقفُ الملكُ شاهدًا ومشاركًا في حكايةٍ لا تُروى بالأرقامِ فقط، بل بالمشاعرِ التي تعانقُ الأرواح؛ لأنَّ المساعداتِ ليست مجرَّدَ قوافل، بل هي جسورٌ تبنيها القلوب. ولأنَّ الإنسانيَّةَ ليست خيارًا، بل واجبًا يمليه الضَّمير، ينطلقُ الأردنُّ بقيادةِ ملكِه حاملًا مشاعلَ الأملِ، ليضيءَ ظلامًا طال أمدُه على أهلِ غزَّة.
إنَّها لحظةٌ تنحني فيها الكلماتُ أمامَ عظمةِ الأفعالِ، ولحظةٌ يثبتُ فيها الأردنيُّونَ أنَّ الوطنَ ليس حدودًا جغرافيَّةً، بل روحٌ تعانقُ المظلومَ أينما كان
مدار الساعة ـ