أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المحتوى الالكتروني وضرورة وجود رقابة


د.صهيب علي الهروط

المحتوى الالكتروني وضرورة وجود رقابة

مدار الساعة ـ
بدون أي مقدمات لما نريد الوصول إليه ، فاليوم نحن أمام أهم قضية نتابعها ، فتأثير منصات التواصل الإجتماعي في الأونة الأخيرة بات مقلقا وخطيرا على المجتمعات، ومنها مجتمعنا الأردني ، حيث وصلت توابعه نحو محاولات البعض توظيفه بإتجاه خلخلته ، وزرع عادات غريبة ودخيلة عليه .
المراقب للمحتوى الإلكتروني عبر منصات التواصل الإجتماعي المختلفة في هذه الأيام وما سبقها من شهور ، يجد أن تطورا وتحولا نحو إنشاء المحتوى الإلكتروني من قبل كافة فئات المجتمع ، دونما إكتراث وإلتزام بقيمنا ومبادئنا الأصيلة وهذا ناقوس خطر غير مقبول ولا نعمم ذلك على المحتوى الهادف والناصح .
إن ما يبث وينشر من خلال المقاطع ، ولا نقول أن المنشورات الكتابية هي المقصود فقط ، بل أن المقاطع التصويرية هي الاكثر حاجة لفرض الرقابة عليها ، لأنها تحمل العديد من التغييرات التي أصابت العائلة والتربية في آن واحد ، فنجدها غريبة على المجتمع الأردني ، الذي لم نجده في أي مرحلة من مراحل نشأته ، مبني على ثوابت مختلة أو غير صلبة ، بل كان دائما كالبنيان المرصوص .
لن نقول أن كل ما ينشر ويبث مخالف لذلك ، بل أن الفضاء الإلكتروني يعج بالعديد من المقاطع الهادفة والناصحة في كثير من الأحيان ، وما تتضمنه من امور متعلقة بسلوكيات داخل مجتمعاتنا بقالب كوميدي يناغي ويضاهي ما يعرض عبر المسارح من مسرحيات ، ولكنها قليلة وجمهورها متواضع وغير مرغوب في تداولها أو مشاركتها ، بعكس بعض المقاطع التي تنتشر كالنار في الهشيم .
دعونا نتفق على أن عدم وجود الرقابة على قانونية هذه الممارسات وبما يخص المحتوى الإلكتروني لضبطه وتحدد مساراته في إطار قانوني ، ساهم بشكل كبير في زيادة مضطردة لهذه المقاطع ، وبالنتيجة نصل إلى مجتمعات تحكمها مقاطع تستهدف خلق عادات جديدة ، ظن مرتاديها أنها صحيحة وواقعية .
كما أن التكسب المالي في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة ، في أقل السبل والوسائل ؛ سهل إنتشار هذه العادات والسلوكيات ، وبه وجد البعض بأنه فضاءا يسمح بالحصول على مردود مالي هائل وكبير ، ضاربين عرض الحائط تقاليدنا ومبادئنا وقيمنا كمجتمع محافظ نتكئ على إرث هائل من التضحية والكرامة.
المطلوب اليوم أن نحاصر ونطوق المحتوى الإلكتروني بكافة تفاصيله ، ليس رغبة في التضيق أو غير ذلك ، بل سبيلا يهدف للمحافظة على مجتمعاتنا من الانقياد و التبدل نحو عادات وتقاليد تزعزع استقراره ، مما ينتج مجتمعا هشا ضعيفا متجردا من كافة قيمه الدينية والأخلاقية .
مدار الساعة ـ