أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عنيرات يكتب: حتى لا ننشغل بقضايا جانبية


نسيم عنيزات

عنيرات يكتب: حتى لا ننشغل بقضايا جانبية

مدار الساعة (الغد) ـ
انقسام مجتمعي واختلاف برز على السطح بشكل واضح، خلال السنة الماضية يتعلق بالهوية الوطنية والأولوية الأردنية في التعامل مع القضايا والتحديات الداخلية والخارجية.
وكأن الهوية الأردنية غير موجودة وفجأة اصبحت تحتاج إلى من يدافع عنها وسط تشابك الآراء واختلاف المواقف التي قسمت المجتمع إلى فئتين تطالب كل منها التأكيد على موقفها على حساب الأخرى وسط حالة من التخوين والتشكيك وعدم قبول الاخر بعد ان نصب البعض نفسه وكيلا او متحدثا باسم الشعب الأردني.
وكأن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية يطمس الهوية الوطنية ويلغي الأولويات الوطنية متجاهلين بأنه موقف تاريخي منذ نشأة الدولة ينطلق من قيمنا الأخلاقية والإنسانية والقومية العربية التي نشأت عليها الدولة الأردنية الداعية دوما إلى الوحدة العربية.
كما ان دعم الفلسطينيين في قضيتهم العادلة واجب انساني وديني ينسجم مع القيم الدينية والإسلامية ورسالة عمان التي تدعو إلى نبذ العنف والتكيف ومكافحة الارهاب.
ومقاومة الاحتلال حق مشروع كفلته المواثيق الدولية والقرارات الاممية والوقوف إلى جانب الحق لا يهدد أمن واستقرار الدول.
فالاهتمام بالمواطن واحتياجاته وجعله محور العملية التنموية وكذلك القضايا الداخلية وتبني شعارات وطنية والعمل عليها ضمن مراحل زمنية محددة ووضع استرتيجيات للتعامل مع التحديات بنوعيها الداخلي والخارجي لا يتعارض مع مواقف الدولة السياسية والاخلاقية والإنسانية.
وبالعودة إلى الهوية والاولويات فهي قضية داخلية تشاركية بين جميع أطراف الدولة ومكوناتها خاصة ان الهوية لا تحتاج إلى شعارات لأنها معرفة وهي نتاج سلوك وأعمال تؤكد على الخصائص التي تمتاز بها المجتمعات من عادات وتقاليد وقيم والمحافظة عليها والتمسك بها يؤكد الهوية ويبقيها حية ثابتة.
وكذلك فإن العدالة وتكافؤ الفرص وتطبيق القانون على الجميع بنفس المستوى بعيدا عن اي اعتبارات يؤكد هيبة الدولة وقوتها ويزيد من منعتها.
كما ان تمكين المواطن من حقه بالعمل والتعليم والصحة والعيش الكريم تدفعه نحو الالتفاف حول الدولة والثقة بها وقبول كل ما يصدر عنها من إجراءات وقرارات.
هذه هي العناوين الرئيسة التي تعزز قوة الدولة ومنعتها وتقوي جبهتنا الداخلية، لا اشغالها بأمور جانبية تفتح باب التشكيك والتساؤلات حول الغاية والهدف مما يدور في المجتمع من قضايا كان مرفوضا الخوض فيها وكان ينظر لها من باب الفتنة الا اذا كان هناك نية في الاستدارة او غاية ما.
الأمر الذي فتح الباب واسعا لاكوام من الأسئلة تحتاج إلى اجابات قد تدفع نحو مزيد من الانقسام لا قدر الله.
مدار الساعة (الغد) ـ