مدار الساعة - حاكم الخضير - قال معنيون في السياحة إن رؤية التحديث الاقتصادي تُشكل خارطة طريق واعدة ومسار تحويل الأردن إلى وجهة عالمية، بالاستناد الى عدة مبادرات تندرج تحت محرك الأردن كوجهة عالمية يضم قطاعي السياحة وإنتاج الأفلام وتصويرها.
وبحسب رؤية التحديث الاقتصادي، يوجه محرك "الأردن وجهة عالمية" عملية تحويل المملكة إلى مقصد رئيس للسياح الدوليين المتخصصين، لا سيما في مجال السياحة الثقافية والطبيعية والسياحة العلاجية والاستشفائية والدينية وسياحة المؤتمرات وكذلك لمنتجي الأفلام من خلال تطوير نظام متكامل متخصص على المستوى العالمي.
ويتضمن قطاع السياحة 16 مبادرة تشمل تطوير تجارب قابلة للتسويق مع التركيز على الباحثين عن تجارب فريدة وعلى مستوى عالمي في مجالات السياحة التراثية والطبيعية والدينية والعلاجية والاستشفائية والمغامرات.
أما قطاع إنتاج الأفلام وتصويرها فيتضمن 9 مبادرات تشمل إنشاء استوديوهات ومواقع خلفيات حديثة وتمكين جامعة أفلام دولية من إنشاء حرم جامعي في المملكة والاستثمار في إنتاج محلي عالي المستوى والترويج له عالميا.
وقال عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية - فرع العقبة الدكتور إبراهيم الكردي، إنه يجب تحقيق التطوير في قطاعات السياحة التراثية والعلاجية والدينية وغيرها من خلال دعم السياحة وتوفير التمويل اللازم لتطوير البنية التحتية بالمواقع السياحية والأثرية والعمل على تعزيز الترويج السياحي عبر وسائل الإعلام والإنترنت وتطوير التعاون الدولي لجذب السياح وتدريب القوى العاملة في قطاع السياحة الذي يعد خطوة أساسية لضمان تقديم خدمات متميزة للسياح.
وأضاف أنه يمكن استغلال الموارد الطبيعية التي يتمتع بها الأردن مثل المياه المعدنية والرمال الساخنة لتعزيز السياحة العلاجية من خلال إنشاء مراكز علاجية متطورة تضم أطباء متخصصين وتقنيات حديثة وتعزيز الشراكات مع المستشفيات والمراكز الطبية لتقديم خدمات علاجية متكاملة.
وبين أن الأردن يمتلك المواقع الثقافية والتاريخية المتعددة مثل مدينة البترا وجرش والمدرج الروماني، حيث يمكن تطوير هذا النوع من السياحة من خلال تحسين البنية التحتية لهذه المواقع وتنظيم فعاليات وتعزيز البرامج الثقافية والمراكز الثقافية التي تحتوي على المعارض الفنية والمتاحف التي تُبرز التراث الأردني، بلإضافة الى زيادة المهرجانات الثقافية الدولية لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
وأكد الكردي، أن القطاع الخاص شريك في الترويج للأردن عبر المعارض السياحية الدولية ووسائل الإعلام المختلفة وتنظيم الفعاليات الثقافية والتراثية لجذب السياح وتطوير منتجات سياحية مبتكرة مثل السياحة البيئية والعلاجية.
وأشار الى أن المستثمرين يعتبرون عنصرا أساسيا في دعم قطاع السياحة من خلال بناء مشاريع سياحية كبرى مثل المدن المائية والمراكز الترفيهية والاستثمار في التكنولوجيا لتحسين جودة الخدمات السياحية والترويج للاستثمار في القطاع السياحي، ما يجذب المزيد من المشاريع السياحية الكبرى، مؤكداً ضرورة تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي، من خلال تقديم حوافز متنوعة.
وفيما يتعلق بقطاع انتاج الأفلام، أوضح الكردي، أن تصوير الأفلام العالمية بالأردن يعد خطوة مهمة بالترويج للمواقع السياحية والأثرية الأردنية، لافتا الى ان دعم إنتاج الأفلام الأردنية سيساهم في تعزيز الصناعة السينمائية المحلية ومشاركتها في المهرجانات الدولية، ما يسلط الضوء على الثقافة والتراث الأردني.
وبين أهمية دعم المهرجانات السينمائية والفعاليات الثقافية لترويج الأردن كوجهة عالمية.
من جهته، أكد الخبير السياحي الدكتور نضال ملو العين، ضرورة التركيز على استدامة الموارد الطبيعية والثقافية وتطوير القطاع السياحي ليكون الأردن على خريطة السياحة العالمية.
ولفت الى ضرورة تحسين شبكات النقل والمواصلات وتأهيل المطارات لاستقبال أعداد أكبر من السياح وتقديم خدمات متميزة في الفنادق والمنتجعات السياحية وتسليط الضوء على ميزات الأردن الفريدة التي تجذب السياح من مختلف دول العالم والترويج للسياحة الثقافية عبر إبراز مواقع مثل البترا والسياحة الاستشفائية من خلال تسويق مناطق مثل البحر الميت وحمامات ماعين والسياحة العلاجية عبر تطوير المستشفيات والمراكز الصحية، وتسهيل الإجراءات السياحية وإصدار التأشيرات وتبسيط الإجراءات الجمركية للسياح، وتوفير الحجز الإلكتروني والخرائط التفاعلية، ما يساعد على تحسين تجربة السياح.
وبين ملو العين، أن إشراك المجتمعات المحلية في صناعة السياحة يُعد جزءاً أساسيا من إنجاح الرؤية، حيث يمكن تدريب السكان المحليين ليكونوا جزءا من القطاع السياحي من خلال تقديم خدمات الإرشاد السياحي والمنتجات الحرفية التقليدية.
وقال إن تعزيز مكانة الأردن كوجهة عالمية تتطلب استراتيجية تسويقية قوية، تشمل حملات إعلانية دولية والمشاركة في المعارض السياحية العالمية.
وأشار الى أنه لتشجيع إنتاج الأفلام العالمية في الاردن، يجب العمل على تطوير نظام متكامل لدعم صناعة الأفلام، مؤكدا أن انتاج الافلام العالمية في المملكة سيعزز من الترويج السياحي للمواقع السياحية والأثرية من خلال الأفلام التي تعرض جمال الطبيعة والتراث الأردني.
بدوره، قال الأستاذ في قسم السياحة والسفر بجامعة اليرموك الدكتور عبد القادر عبابنة، إن السياحة الثقافية تحتل مكانة بارزة في الأردن، حيث تركزت جهود التطوير منذ البداية على هذا النوع من السياحة وحظيت باهتمام كبير ما جعلها من أهم عوامل الجذب السياحي في المملكة.
وتابع أن الأردن يعتبر من الدول الرائدة في السياحة العلاجية على المستوى الإقليمي والعالمي وتجذب المملكة المرضى من مختلف الدول لإجراء العمليات في مستشفياتها ومراكزها الطبية، مبيناً أن السياحة الاستشفائية التي تعتمد على الموارد الطبيعية مثل البحر الميت والينابيع الحارة ما زالت بحاجة إلى تطوير رغم الإمكانيات الكبيرة التي توفرها هذه الموارد.
وأكد أن السياحة الدينية تمثل فرصة كبيرة للنمو، فالمواقع المسيحية مثل المغطس وجبل نيبو ومكاور شهدت تطوراً ملحوظاً، مثل مزارات الصحابة ومنطقة أهل الكهف وبعض المقامات، داعيا الى زيادة تطويرها وتحسينها.
كما دعا إلى تطوير مراكز المؤتمرات في الأردن لتشمل مناطق أخرى غير البحر الميت وعمان وتحسين الخبرات المتعلقة بتنظيم الفعاليات والمؤتمرات بما يتناسب مع المنافسة القوية من دول الجوار.
وشدد على ضرورة استغلال المواقع الأثرية الأردنية مثل البترا ووادي رم بشكل أكبر لتعزيز حضور الأردن على خارطة انتاج الأفلام العالمية.