منذ القدم ونحن نعرف أن الهاشميين والشعب الأردني لم يتوانئ عن دعم أهلنا و أشقائنا في دولة فلسطين ، كرسوا دعمهم للقضية الفلسطينية قضية العالم أجمع ، الأردن منذ بداية الحرب ومن خلال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وجلالة الملكة رانيا حفظهم الله والحكومة كان أعلى الاصوات التي دعت الى مقارعة الحرب ووقفها على أهلنا في دولة فلسطين ، الأردن هي الدولة العربية الوحيدة التي لم توقف امداداتها جوًا وبرًا إلى الأهل في قطاع غزة طوال فترة الحرب. الأردن بسبب المقاطعة أغلق فيها عدد كبير من الشركات الداعمة لاسرائيل وتوقف عن العمل فيها كثير من الأردنيين الذين كانوا يعملون في هذه الشركات وكل هذا لأجل عروبتنا ومن أجل قضيتنا الأم ، دولة الأردن شريان الدم للمستشفيات في قطاع غزة بحملات تبرع للدم تصل يوميًا الى القطاع و لم توقف عمليات العلاج والانقاذ في مستشفياته داخل القطاع وداخل الأردن طوال فترة الحرب وحتى نهاية الحرب و قدم فيه الأردنيون من خلال عمليات الدعم للأهل في القطاع من المال و غيرها وكثير من النساء قدمت مصاغها وحتى الأطفال قدموا ما كانوا يدخرون.
المملكة الأردنية الهاشمية عملت طوال فترة الحرب دوليًا على تقديم مصلحة الأهل في قطاع غزة على أي مصلحة أخرى لذلك هذا الأمر لم يعجب البعض وللأسف الشديد ، فالأردن دولة محاطة بدول تتناحر فيها الفصائل من مختلف الاعراف والديانات عملت على تقسيم بلدانها وجرها إلى الفوضى ومع هذا الضغط على طول الحدود لم يتخلى عن الأهل في قطاع غزة. و بإمكانيته المحدودة قدم ضعف ماقدمت أكبر الدول المانحة . الأردن بوابة فلسطين للأهل في الضفة وقطاع غزة وتكاد تكون هذه البوابة هي الوحيدة. الأردن لمن لم يطلع على ماقدم أجبر اسرائيل على بقاء معبر ايريز وفيلادلفيا مفتوحا لتقديم العون والاغاثة للاهل في قطاع غزة .
في دولة الأردن لم تتوقف فيه المظاهرات الداعمة لغزة طوال فترة الحرب و لم توقف الدعوات على منابر المساجد والصلاة على ارواح الشهداء حتى نهاية الحرب . الأردن عطر ولده الجازي معبر الكرامة بدم أردني خالص ...
ولا ننسى دور القوات المسلحة الأردنية منذ بدء الحرب على قطاع غزة وبتوجيهات ملكية سامية إلى تسخير جميع إمكاناتها وقدراتها لدعم صمود الأشقاء في غزة والضفة الغربية، وترجمت تلك الجهود على شكل مساعدات إنسانية واغاثية وعلاجية شملت مختلف القطاعات واستهدفت العديد من المواطنين الفلسطينيين وكان لها أبرز الأثر في التخفيف من آثار المعاناة الإنسانية الناجمة عن تلك الظروف الصعبة التي خلفتها الحرب على القطاع، وذلك استمراراً لموقف الأردن الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وشعبها.
وفي إطار جهود الدعم المستمر للأشقاء الفلسطينيين في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها، تم توسيع نطاق الإنزالات الجوية لتشمل مختلف المناطق في شمال وجنوب قطاع غزة، والتي توجت بمشاركة جلالة الملك على إحدى طائرات الإنزال الجوي، كما رافق سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، طائرات سلاح الجو الملكي إلى مطار العريش، إضافة إلى مشاركة سمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني في عمليات الإنزال الجوي، مما يعكس التزام الهاشميين بالقضية الفلسطينية ووضعها على سلم أولوياتهم واهتماماتهم من خلال مشاركتهم الشخصية في الجهود المبذولة في إيصال المساعدات والإمدادات إلى المناطق المتضررة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الظروف الصعبة
ولضمان تأمين المستشفيات الميدانية الأردنية شمال قطاع غزة بالمواد الطبية العاجلة، وجه جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني، القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، بتنفيذ عمليات إنزال جوي بواسطة طائرات سلاح الجو الملكي، تحمل كميات كبيرة من الإمدادات الطبية والإغاثية والإنسانية، والتي تعد ثالث أكبر عملية إسناد لوجستي في التاريخ العسكري الحديث.
المملكة الأردنية الهاشمية أرض الحشر والرباط ، توأم فلسطين فالأردن الذي احتضن أهل فلسطين سابقًا ما كان ليتخلى عنهم وهم في خضم الألم....
الحمد للّٰه على نعمة الإسلام ، الحمد للّٰه على انتصار الطوفان ، فسيبقى الزيتون فلسطينيًا و الأرز لبنانيًا و الياسمين سوريًا و النخيل عراقيًا و البن و العسل يمنيًا والعز أردنيًا.