أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العبادي يكتب: الأردن.. رئة الأمل لغزة رغم الجحود والنكران


وسيم العبادي

العبادي يكتب: الأردن.. رئة الأمل لغزة رغم الجحود والنكران

مدار الساعة ـ
منذ أن اندلعت الحرب المدمرة على غزة، وقف الأردن، قيادةً وشعباً، كجدار صلب في وجه المعاناة التي اجتاحت أشقاءنا في القطاع المحاصر. لقد شهد العالم بأسره حجم التضحيات التي قدمها الأردن لإغاثة غزة، حيث لم يتوانَ عن تسخير كل إمكانياته للتخفيف من ألم شعب أنهكته الحرب والحصار.
الأردن في قلب المعركة الإنسانية - مع بداية الحرب، كانت طائرات الإغاثة الأردنية أول من اخترق الحصار الجوي، تحمل على متنها الدواء والغذاء والأمل. لم تكن هذه المساعدات مجرد أرقام وإحصائيات، بل كانت رسالة واضحة للعالم: أن الأردن لا يتخلى عن دوره الإنساني والتاريخي تجاه القضية الفلسطينية. ولم تقتصر الجهود على الدعم الجوي، بل توالت القوافل البرية التي عبرت الحدود المحفوفة بالمخاطر لتصل إلى قلب القطاع المنكوب، ومع اشتداد الأزمة، طور الأردن آليات دعمه، مكثفاً عملياته الإغاثية ومنوعاً في أشكال المساعدات لتشمل الأدوية والمعدات الطبية وحتى إقامة المستشفيات الميدانية، في وقت لم يمتلك الكثيرون القدرة على ايصال اي نوع من تلك المساعدات والاكتفاء بالبحث عن دعم لا يرتقي إلى مستوى التحديات.
مواقف ملكية ثابتة ودعم بلا انقطاع -وعلى الصعيد السياسي، كان الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في طليعة الدول التي نادت بوقف الحرب الظالمة على غزة، واستخدم كل المنابر الدولية للدفاع عن حق الفلسطينيين في العيش بكرامة. لقد جسد الملك مواقف الأردن التاريخية من القضية الفلسطينية، مؤمناً بوحدة الدم والمصير بين الشعبين الأردني والفلسطيني، ولم يكن هذا الدعم مجرد كلمات، بل انعكس في مواقف عملية، مثل تنظيم المؤتمرات الدولية لجمع التبرعات، والضغط على المجتمع الدولي لفتح المعابر، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
الجحود ونكران الجميل - ورغم كل هذه الجهود، جاءت كلمات القيادي في حركة "حماس"، خليل الحية، لتُغفل دور الأردن بشكل صادم. كيف يمكن لمن عاش تحت وطأة الحصار أن يتجاهل اليد التي امتدت له في أصعب الظروف؟ بينما كان الأردن يكافح في صمت، كانت تلك القيادات تتنقل بين عواصم العالم، تستجدي الدعم والاغاثة وتُثني على دعم متواضع وتتجاهل الجهود العظيمة التي بذلها الأردن دون ضجيج، لتأتي تصريحات الحية بمثابة "دس السم في الحليب"، في محاولة بائسة لتزييف الحقائق وإعادة كتابة التاريخ بما يخدم أجندات شخصية. لكن ما لا يعرفه الحية وأمثاله أن الأردن لم يكن يوماً بحاجة إلى شكرهم. الأردن قدم دعمه لغزة من منطلق الواجب الإسلامي والإنساني، وليس من أجل تسجيل نقاط إعلامية أو كسب رضا أحد.
رد على خطاب الجحود - إلى الحية وأمثاله نقول: أين كنتم عندما كانت طائرات الأردن تحمل الأمل إلى غزة؟ وأين كانت قياداتكم عندما كان الأردن يُسابق الزمن لإدخال المساعدات؟ كنتم غارقين في بحر الشعارات، تترقبون فتات الدعم من هنا وهناك، بينما كان الأردن يقدم الغالي والنفيس بصمت وعزيمة، ولقد أثبت الأردن أنه أكبر من كلماتكم الفارغة، وأن دعمه لغزة لا يرتبط بحسابات سياسية ضيقة، بل ينبع من إيمان عميق بوحدة المصير. الأردن سيبقى كما كان دائماً، رئة الأمل لغزة، وقلب الأمة النابض الذي لا يتوقف عن العطاء.
الأردن عزة وشموخ بلا مقابل - لن يلتفت الأردن إلى محاولات التقليل من دوره، لأن ما قدمه وما سيقدمه أكبر من أن يُختزل في كلمات الشكر أو النقد. سنبقى نغيث المنكوب وندعم الملهوف، لأننا الأردن، أرض العزة والشموخ، التي لن ينال منها جحود ولا نكران، والأردن كلمة تصعب على عقولكم ترجمة معانيه، فشكراً للأردن من الأردن. من شعب الأردن. من تراب الأردن. وما قدمناه سيبقى شاهداً على عظمة هذا الوطن. أما كلمات الحية وأمثاله، فستُنسى كما يُنسى كل زيف التاريخ.
مدار الساعة ـ