ليست المرة الأولى التي تتجاهل فيها حركة حماس موقف الأردن كدولة ،وموقف الملك كرمز للدولة ، في حين أن شكرها يكون موجه للشعب الاردني كقوة ضاغطة والتأثير على مسار الحرب في حينها.
لكن دعونا نفكر قليلا ، الاردن والملك وولي العهد وحتى الشعب الأردني ليسوا بحاجة للشكر من أحد ، لأن القضية الفلسطينية هي قضية كل مسلم وكل عربي وكل انسان لديه شعور بالحرية،وبالتالي الشكر لا يزيد ولا ينقص من دور الاردن الذي كان واضحا للجميع ،ودفع الاردن ثمن وقفته تجاه القضية الفلسطينية.
لا يوجد لقاء للملك أو ولي العهد في الداخل أو الخارج ولا باي ندوة كانت أو اجتماع الا ويتم ذكر القضية الفلسطينية ، حتى في مؤتمرات المناخ العالمي ، يتم ذكر القضية الفلسطينية ، وكل هذه الجهود نقدرها كأردنيين، ويقدرها أصحاب التقدير ، فلماذا الاستغراب اليوم من عدم شكر الاردن .
لماذا نشكر الاردن ، هل نشكر الاردن لأن اول طائرة اردنية اخترقت الأجواء في الحرب وانزلت المساعدات الطبية ، أم نشكره للمستشفيات الميدانية التي كانت وما زالت ملائكة الرحمة يمارسون عملهم في ظروف صعبة ، أم نشكره على القوافل التي لم تتوقف منذ اليوم الأول للحرب من خلال الهيئة الهاشمية الخيرية ،ام نشكره على تصريحاته منذ اليوم الأول بضرورة وقف الحرب والتصريحات التي لم نشهد لها مثيل والموجهة ضد اسرائيل ، ام نشكره على صعود الملك وولي العهد والأميرة سلمى على متن الطائرات التي أنزلت المساعدات على غزة ، ام نشكره على سحب السفير الأردني بتل أبيب وإبلاغ اسرائيل بعدم عودة سفيرها لعمان، ام نشكره على رفض تهجير الفلسطينيين ، وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كل ما يفعله الاردن بقيادة مليكه ،كبيرة في عين الأردنيين ،وفي عين من يرى أن فلسطين قضية ليست حكرا على الفلسطينيين بل قضية جوهرية عربية قومية ، أساسها العادل وقف الاحتلال والتصدي لأية محاولات تعرقل من مسيرة السلام.
نهاية ؛ لا داعي لشكر الاردن ،لان ما فعله الاردن وسيفعله لا ينتظر الشكر من أحد ، جميعنا متفقون بالنهاية على ضرورة وقف إطلاق النار وقد تمت الصفقة ، ووقف القتل والتهجير ، وهذا المسعى الذي كان يريده الاردن وشعب الاردن وقيادة الاردن منذ اليوم الأول من الحرب ،ولن يقف الاردن عند هذا الحد ،وسيكون شريكا بإعادة الاعمار في غزة ،ولن تنقطع مساعداته لغزة ، وسيبقى الحصن المنيع للقضية الفلسطينية والمدافع عنها في جميع المحافل والميادين.