خلال العدوان الغاشم الذي تعرضت له غزة الجريحة والغالية على قلوب كافة الأردنيين ، لم يكن دور الأردن مقتصراً على إيصال المساعدات براً وجواً وبحراً ، اذ كان هناك دور أكبر عجز عنه الكثيرين ، موقف سيذكره التاريخ جيداً ، تبناه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، لإفشال مخطط الاحتلال الذي حاول مراراً وتكرارً إقناع الرأي العام العالمي أنه صاحب حق ومظلوم .
الأردن الذي كان أول من نفذ الإنزالات الجوية ، والتي شارك في أحدها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه شخصيا ً ، الأردن الذي تحمل أعباءاً اقتصادية وسياسية مضاعفة جراء مواقفة الثابتة من القضية الفلسطينية ، ورغم هذا وذاك وقف صامداً داعماً للاهل في غزة ، وقلوب الاردنين التي اعتصرت ألماً جراء ما كان يحصل على مدار الخمسة عشر شهراً الماضية خلال العدوان الغاشم وحرب الإبادة التي تعرض لها الاهل في القطاع .
مواقف جلالة الملك المعظم، في التخفيف عن أهلنا في قطاع غزة، والجهود الدبلوماسية التي بذلها جلالته ، وحشد التأييد والدعم ، ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة، يجسد الموقف الرسمي والشعبي الموحد في الدولة الأردنية.
لم ولن ينتظر الأردن يوماً شكراً أو تقديراً لمواقفه فهذا دينه وديدنه ، كما انه لا داعي للشكر بين الاهل الذي يجمعهم الدم والهم والقضية ، ولكن من باب احقاق الحق فإن إنكار دور الاردن وتمجيد سواه واستثناء اسمه وجيشه وشعبه وقيادته وأجهزتة الامنية ، غير مسموح .
وختاماً تحية العز والفزعة والحمية من اردن العز إلى الصامدين المرابطين في غزة، والرحمة لأرواح الشهداء من الشيوخ والنساء والأطفال والرجال ، كما نتمنى الشفاء العاجل للمصابين ، والصبر للقلوب الثكلى التي أنهكتها الحرب ، ولله دُرك يا أردن ، حماك الله حصناً منيعاً آمناً مطمئناً داعماً ومُسانداً لقضايا الامة ، وحمى الله فلسطين حرة عربية غالية على قلوب الأردنيين .