أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

النجار تكتب: الشباب وثقافة العيب: بين الموروث والتحديات المعاصرة


عبير النجار
كاتبة اردنية

النجار تكتب: الشباب وثقافة العيب: بين الموروث والتحديات المعاصرة

عبير النجار
عبير النجار
كاتبة اردنية
مدار الساعة ـ
تُعتبر ثقافة العيب من أبرز الظواهر الاجتماعية التي تواجه الشباب في مجتمعاتنا العربية، حيث تُلقي هذه الثقافة بظلالها على تفكيرهم، وتوجهاتهم، وحتى اختياراتهم المستقبلية. هذه الظاهرة المتجذرة في الموروث الثقافي والاجتماعي تفرض على الأفراد قيودًا عديدة، وتجعلهم عُرضة للحكم المجتمعي بناءً على معايير قديمة تفتقر أحيانًا إلى التحديث أو المراعاة للواقع المتغير.
ما هي ثقافة العيب؟
ثقافة العيب هي مجموعة من القيم والأعراف الاجتماعية التي تُحدد ما هو مقبول وما هو مرفوض في سلوك الأفراد، بناءً على معايير المجتمع. غالبًا ما تكون هذه المعايير مبنية على العادات والتقاليد أكثر من كونها تستند إلى مبادئ دينية أو أخلاقية. وتتجلى هذه الثقافة في مواقف متعددة، مثل رفض بعض المهن بحجة أنها “لا تليق” بالشخص، أو تقييد حرية الفتاة في اختيار مسار حياتها، أو حتى النظرة الدونية لبعض الأعمال اليدوية والمهن الحرة.
كيف تؤثر ثقافة العيب على الشباب؟
1. التوجه المهني:
يعاني العديد من الشباب من ضغوط مجتمعية عند اختيار وظائفهم، حيث يُنظر إلى بعض المهن على أنها لا تليق بهم اجتماعيًا. على سبيل المثال، قد يُنظر إلى العمل في مهن مثل السباكة أو الحلاقة أو بيع المنتجات البسيطة على أنها وظائف “دون المستوى”، رغم أنها توفر مصدر رزق شريف ومهم للمجتمع.
2. التعليم واختيار التخصصات:
هناك تأثير كبير لثقافة العيب على قرارات الشباب التعليمية، حيث يختار البعض تخصصات معينة لإرضاء توقعات المجتمع، متجاهلين رغباتهم أو قدراتهم الحقيقية.
3. الحياة الاجتماعية:
تؤدي ثقافة العيب إلى تقييد حرية الشباب في التعبير عن أنفسهم أو اختيار أسلوب حياتهم، مما يجعلهم يشعرون بالاغتراب داخل مجتمعهم.
التحديات والحلول
1. التوعية المجتمعية:
ينبغي العمل على تعزيز الوعي بين الأفراد بأهمية احترام اختيارات الآخرين وتشجيع العمل الشريف بغض النظر عن طبيعته.
2. تعزيز الثقة بالنفس:
يجب على الشباب أن يدركوا أن قيمة الإنسان تكمن في أخلاقه وإبداعه، وليس في نوع وظيفته أو طبيعة عمله.
3. إعادة النظر في الموروث الثقافي:
يمكن للمجتمع أن يستفيد من مراجعة عاداته وتقاليده وتحديثها لتتوافق مع المتغيرات الحالية، مع الاحتفاظ بالأسس الإيجابية منها.
4. دور الإعلام والتعليم:
على الإعلام والمؤسسات التعليمية أن تلعب دورًا رئيسيًا في كسر الصور النمطية وتعزيز قيم الاحترام والتسامح بين أفراد المجتمع.
ختامًا
إن ثقافة العيب هي إحدى العقبات التي تعيق الشباب عن تحقيق أحلامهم وتطوير إمكاناتهم. ومع ذلك، يمكن التغلب على هذه الظاهرة من خلال تغيير أنماط التفكير السائدة وإعطاء الأولوية للقيم الحقيقية التي تُعزز من تطور المجتمع. الشباب هم عماد المستقبل، ومتى ما تم تحريرهم من قيود العيب الزائف، فإنهم سيصبحون قوة دافعة نحو التقدم والازدهار.
مدار الساعة ـ