مدار الساعة - كتبت: رانيا أحمد - عندما نتحدث عن العلاقات العربية – العربية في إدارة التعاون وتعظيم المصالح المشتركة، والدفاع عن القضايا العربية، على الفور نحن هنا نتحدث عن العلاقات المصرية الأردنية، الأنموذج الفريد للعلاقات الثنائية العربية، وذلك لما تجمعه البلدين روابط تاريخية عميقة ومصالح استراتيجية مشتركة.
فعلى مر العقود، والعلاقات المصرية الأردنية ليست مجرد علاقات دبلوماسية، بل هي شراكة متينة تتجلى في العمل المشترك على تعزيز الأمن القومي العربي، ومواجهة التحديات الإقليمية، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث أسس البلدين شراكة مميزة ترتكز على التعاون السياسي، الاقتصادي، والثقافي، مع دعم مستمر للقضايا العربية والإقليمية.
لذلك كانت مصر والأردن في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، وهو ما يجسد التزامهما بالقضايا العادلة مما يعكس عمق التفاهم بين قيادتي وشعبي البلدين، ولاتزال الدولتان تسعيان من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية وفقًا للمرجعيات الدولية.
ومن المهم التوضيح أن مصر تعتبر أمن الأردن جزءًا من أمنها القومي، فيما ترى الأردن أن مصر تمثل ركيزة أساسية للأمن القومي العربي في ظل التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة، لذلك تعمل مصر والأردن كحائط صد أمام المخططات الإسرائيلية.
وعلى مدار العشرة سنوات الماضية منذ فبراير 2014 تبادل الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من الزيارات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للبحث في مختلف جوانب العلاقات الثنائية .
كما أن عدد الزيارات المتبادلة بين القيادتين السياسيتين خلال السنوات الماضية تعكس الحرص المشترك على متابعة التنسيق وتبادل الرؤى والاستفادة من الخبرات والانتقال إلى مراحل التنفيذ العملي لكل ما يتفق عليه من برامج تنفيذية واتفاقيات ثنائية ومذكرات تفاهم التي دوما ما نراها في تذهب في اتجاه متطور وازدهار مشهود، كل ذلك ما كان أن يتحقق لولا توجيه ودعم القيادتين السياسيتين وتشديدهما على ضرورة أن تبقى العلاقات الثنائية نموذجا ناجحا ومنتجا في المنطقة العربية.
إن العلاقات السياسية المصرية الأردنية لها أهمية خاصة نظرًا للدور الإقليمي المهم الذي تلعبه الدولتان في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة، وتتميز العلاقة بين البلدين بالتوافق السياسي في الرؤى والأهداف، كما أن هناك عدة ملفات أساسية يتعاون فيها الجانبان بشكل كبير .
فنحن اليوم نشهد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني ابن الحسين نجاحات غير مسبوقة ومشاريع رائدة للاقتصاد الوطني في كلا البلدين لتميزها بالكوادر البشرية المؤهلة والموقع الجغرافي الاستراتيجي وبالطبع الرؤية الاقتصادية الحديثة التي تتشارك بها البلدان .
