أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الضريبة التي تدفعونها.. تعود لكم بزيادة


علاء القرالة

الضريبة التي تدفعونها.. تعود لكم بزيادة

مدار الساعة (الرأي) ـ
الجميع يتحدثون عن «الضريبة» وينتقدونها وكأننا نملك غيرها سبيلاً، فلا ثروات لدينا ولا موارد مالية ولسنا دولة غنية، ومع ذلك فالضريبة التي تدفع من قبلكم تعود اليكم مجدداً وفوقها حبة مسك وزيادة تتحملها الدولة مديونية لسداد عجز يتراكم بدل خدمات للجميع، فاين تذهب الضريبة؟ وكيف تعود اليكم مضاعفة؟
يزعجني في الحقيقة عندما يتحدث المواطنون البسطاء من اصحاب الدخول «الفقيرة والمتوسطة» عن ارتفاع الضريبة وكأنهم يدفعونها فعلا او كما يروج تجار الشعبويات، فالواقع يقول انهم لا يدفعونها أبداً باستثناء اذا قرروا ان يشتروا سلعا كمالية كما الدخان والبنزين وغيرهما من «الكماليات» الكثيرة. واما السلع الاساسية فكلها معفاة من ضريبة المبيعات والاهم انهم لا يدفعون «ضريبة دخل» فهي فقط تدفع من الاغنياء والشركات.
وعلى ما يبدو ونتيجة لهرطقات الشعبويين والمبتزين التي ومن خلالها تزور الحقائق فان الاردنيين باتوا على قناعة بانهم يدفعون ضريبة حتى للهواء الذي يتنفسونه، وهنا السؤال هل الدخان سلعة اساسية ام قاتلة، وهل ارتياد المطاعم والماركات والسفر والخادمات والمركبات والبنزين والكحوليات والفنادق وغيرها سلع تعتبر بنظركم اساسية، والاهم ان ارقام التحصيلات الضريبية تؤكد انكم لا تدفعون فلسا على الاساسية.
ارقام التحصيلات الضريبية واضحة، فضريبة الدخان وحدها تعتبر من الاعمدة الفقرية للايرادات وتأتي من المحروقات باستثناء «الكاز والغاز المنزلي» المدعومة من الدولة بواقع 15 قرشا للتر الكاز و1.5 دينار لكل اسطوانة غاز منزلية، والاهم ان الدولة تدعم الخبز والسكر والأرز والبقوليات والمعلبات وكل ما يهم الاسرة الفقيرة ومحدودة الدخل.
تخيلوا ان الجلبة على الضريبة تدور حول تحصيلات ضريبية وصلت نحو 6 مليارات دينار منها 4.288 مليار دينار ضريبة مبيعات معظمها من الدخان والكحوليات والمحروقات باستثناء الكاز والغاز، واما الباقي منها فمن الكماليات وبدل رفاهية نستخدمها في حياتنا اليومية، واما ضريبة الدخل فلم تتجاوز 1.796 مليار دينار وتحصل باغلبيتها العظمى من الشركات الكبرى وبعض من اصحاب الدخول المرتفعة.
واليكم ان تتخيلوا ماذا ستفعل تحصيلات الضريبة مقابل «فاتورة رواتب» للموظفين تقدر بما يقارب 7.1 مليار دينار، مع العلم ان هؤلاء الموظفين متواجدون في كل بيت اردني بالمعظم وهنا السؤال من اين تأتي الحكومة بباقي النفقات، فمنها ما يأتي من دخول اخرى؛ رسوم وجمارك، والباقي مساعدات ومنح وديون، ومن ثم يأتي من يسألك لم الضريبة؟
خلاصة القول؛ الضريبة تعود اليكم اما من خلال الموظفين الذين هم ابناؤكم وارباب اسركم او من الخدمات التي تقدمها الدولة من تعليم وصحة وبنية تحتية وامن واستقرار، وحتى ان لم تكن موظفا ومن القطاع الخاص فالضريبة التي تدفعها تعود عليك بالامن والاستقرار وهي اغلى ما يبحث عنه القطاع الخاص، والاهم في كل هذا ان الاردن ليس هو من ابتكر الضريبة فهي موجودة اضعافا مضاعفة في دول غنية ونفطية وكذلك تلك التي تشبهنا، وبالنهاية انتم لا تدفعون الا «ضريبة رفاهيتكم».
مدار الساعة (الرأي) ـ