أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

تفكيك المشروع الفارسي


سميح المعايطة
وزير سابق

تفكيك المشروع الفارسي

سميح المعايطة
سميح المعايطة
وزير سابق
مدار الساعة (الرأي) ـ
منذ أن بدأت إيران في بداية الثمانينات مشروعها الفارسي في المنطقة العربية عملت كثيراً وزرعت له أدوات ورسمت له مساراً وصنعت له خطاباً دينياً وتاجرت بالقضية الفلسطينية، لكن حربها مع العراق عطّلت المشروع سنوات وان كانت قد صنعت حزب الله في لبنان واختطفت تمثيل الشيعة في لبنان تدريجياً من حركة أمل من خلال بناء مؤسسات اجتماعية وكيان اقتصادي وأمني وعسكري.
وحتى عندما كانت الحرب العراقية الإيرانية فان إيران رفعت حينها شعارا بان طريق القدس تمر عبر بغداد، حتى تقنع الرأي العام العربي والإسلامي ان انتصار إيران هو بوابة تحرير القدس، ونحمد الله ان إيران لم تنتصر لان كل ما جرى بعد ذلك بما فيه احتلال العراق عام ٢٠٠٣ والنفوذ الإيراني الكبير هناك ثم ما كان في غزة وما زال حتى اليوم أثبت ان الطريق إلى القدس ليست على أجندة إيران، بل انها خلال الازمة السورية وعندما كانت عبر حزب الله تحاول السيطرة على القصير المدينة السورية المهمة لحزب الله رفعت شعار ان الطريق إلى القدس تمر?عبر القصير لكن القدس لن تكون يوما الا شعارا لاستغفال الناس وتضليلهم.
قاسم سليماني زعيم الحرس الثوري والمندوب السامي الايراني في عواصم النفوذ الايراني كان يتحدث بنشوة النصر ان إيران تحكم اربع عواصم عربية وكان يقصد دمشق وبغداد واليمن وبيروت، وكانت احلام المشروع الفارسي تمتد إلى عواصم اخرى، وكانت هناك عمليات استغلال للعدوان على غزة لتصعيد تلك المحاولات لكنها فشلت رغم حماس بعض اتباع المشروع في بعض العواصم.
اليوم نحن في مرحلة تفكيك المشروع الفارسي في الإقليم، وهذا الامر لن يكون سهلا على إيران ولن تتقبله بسهولة بل ستحاول الحفاظ على نفوذها في كل مكان، لكن الواقع يقول ان إيران خسرت سوريا كلها، سوريا الجغرافيا والدولة والنفوذ والمشروع الطائفي الذي كانت تزرعه إيران في سوريا وتسعى لامتداده خارجها، وايضا خسرت لبنان عسكريا وانعكس هذا سياسيا بانتخاب رئيس للبنان ليس تابعا للحرس الثوري، وربما تحمل المرحلة القادمة مزيدا من الخسائر لهذا المشروع الفارسي في بقية عواصم نفوذه.
لكن ما جرى في سوريا ولبنان يجب ألا يغمض العيون عن انواع من النفوذ الايراني القائم على استغلال القضية الفلسطينية، فما جرى في فترة العدوان على غزة يجب استثماره لكشف الكذب والوهم الذي حاولت إيران تسويقه ونجحت لدى فئات من المجتمع العربي بانها تريد إنهاء اسرائيل وانها تسعى لتحرير القدس، فقد تركت حلفاءها في غزة وحدهم يواجهون الاحتلال ولم تفعل اكثر مما فعلته الدول الاخرى بل ان الدول الاخرى التي كانت تتهمها إيران بالسوء قدمت لغزة سياسيا وانسانيا ما لم تقدمه إيران.
وحتى حزب الله الحليف الاهم لإيران فقد تركته يواجه مصيره في المواجهة مع اسرائيل وما فعلته هو السعي للمحافظة على الحزب كاداة لها في لبنان حتى بعد ان فقد معظم قوته العسكرية والقيادية.
إيران دولة لها مشروع قومي فارسي من ادواته استغلال القضية الفلسطينية والشيعة العرب المؤمنين بولاية الفقيه، وما خسرته في الفترات الاخيرة ليس نهاية المطاف فستبقى تحاول العودة بكل الادوات بما فيها داعش وغيرها، وما زال لهذا المشروع اجزاء تحتاج الى تفكيك.
مدار الساعة (الرأي) ـ