الأجهزة جيدة ومستوردة حديثا، حسب آخر الصرعات التكنولوجية ، لكن المشكلة في الأطباء والممرضين والفنيين الذين حول الأمة المريضة، وهم بالمناسبة منا وفينا.
في ظاهرة حضارية، ليس لها مثيل، يجتمع الأطباء والممرضون والفنيون حول الأمة المتلقحة على السرير في غرفة العناية الحثيثة. الجميع يتكلم ، ولا احد يصغي الى أحد.
المريض يسمع كل هذه الأشياء معا، وتظهر انفعالاته ، فقط، على الأجزة التي تصعد ارقامها ومخططاتها وتهبط بسرعة فائقة..ناهيك عن بعض الأجهزة التي تصل عقاربها الى الأحمر ، وتشرع في اطلاق صفير متصل. الفنيون لا يأبهون بما يحصل للآجهزة، فهم منهمكون، كغيرهم، في تشخيص حالة المريض تمهيدا للوصول الى سبل العلاج الأنجع.
قال طبيب منتفخ الوجنتين بشوارب مقصوصة بعناية:
- البتر هو الحل ، لقد وصلت الغرغرينا الى العظم.
قال آخر:
- افضل التروي في الأمر ، اعتقد ان تدليك المنطقة المصابة بالكمون والميرمية ، كل صباح كفيل بإنقاذ العضو المصاب.
- لا افضل من الطب النبوي في هذا المجال.
- الطب الصيني بالأبر ..هو الأفضل
- العلاج بالأشعة.
- الكيماوي.
- بالكيماوي يا صدام
- هناك شيطان شرير يتلبسه استطيع ان اطرده من جسد المريض، احضروا لي بخورا، ورجل دجاجة نفساء.
- لا بل معمول له عمل ، واستطيع فك الحجاب .
الصراخ قائم على لسان وحنجرة، انتهى وقت الدوام الرسمي ، لا احد يفكر في التوقف عن التشخيص وتحديد العلاج، ولا احد يستمع لما يقوله الآخر. .
من بعيد في آخر الكردور، حيث الأجهزة التي (تشغّل) المريض، ثمة عامل تنظيف كسول يسحب «فيش» الأجهزة التي تشغّل المريض ، ويضع مكانه فيش المكنسة الكهربائية.
وتلولحي يا داليه
الدستور