أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بركات العبادي يكتب: أبيض وأسود


الدكتور بركات النمر العبادي
نائب سابق

بركات العبادي يكتب: أبيض وأسود

مدار الساعة ـ
أصبح من الجيد أن يكون لنا لونين لا ثالث لهما ، حتى يستطيع الاخرين تمييزنا عن غيرنا بسهولة ، و الصحيح ليكون من الافضل لنا ان نرسم حدودنا بين الالوان التي اصبحنا بالكاد نميزها نحن فيما بين انفسنا ، وبتنا مستعمرين بكثافة هذه الالوان و غزارتها ، و التي يكتنفها الغموض وتأخذ اكثر من لون في اللون الواحد.
يا ، عمآر على ذلك الزمن الذي كنا نتعامل معه بألوانه الثنائية ، ولا هم لنا إلا ليرانا الأخرون كذلك ، ولم نعتقد و لا حتى أجدادنا أن الشطاره تكون بتعدد الالوان و مشتقاتها من ألوان الطيف المتفرعة عنه ، حتى ان المواسم كانت بلونين لا ثالث لهم ، وكذلك الفرح و الحزن و حتى الوطنية إما أبيض بلون الثلج والفرح و لم تكن صفراء ولا حتى سوداء في يوم من الايام ، كأيامنا هذه متعددة الاطياف و الالوان .
كانت المسافة اكثر من اثنتي عشر كيلومتر التي اقطعها ذهاباً الى المدرسة على الاقدام ثم اقطعها كذلك ايابا الى البيت ، وكان ذلك صيفاً وشتاءاً ، ولم اذكر إني قد تذمرت او تصخطت على ذلك او بسببه ابدا ، وكان شعوري بلون واحد اي بلون الرضى و الشكر على هذه النعمة التي قد يكون غيري محروم منها .
الويل لنا لماذا تعددت الألوان عندنا ، و أصبح الابيض رماديا وبذات الوقت أصبح رصاصيا و.. و.. لعلنا أصبنا بعمى الالوان ام ماذا ؟ وهذا انعكس هلى هلامية مواقفنا من أدق قضاينا المرتبطة بمصائرنا ، و الانكأ من ذلك إننا لم ندرك موقفنا حتى من عقائدنا لان الالون تماهت عندنا وتعددت ، فأصبح الاحمر ابيض و الابيض اسود .
كيف لنا ان نرجع الى طبيعتنا الفطرية ونلون الاشياء بالوانها الطبيعية ، و مجرياتها الفطرية ونصرخ لنعبر عن مكنوننا ، ونبوح عندما يستوجب البوح ونفصح عندما يكون الإفصاح أولى من السكوت ، كيف لنا ان نعبرعن الواننا المائية التي تنسجم مع ألواننا النفسية الصادقة ، ولكن عرفت من صديق انه قد حاول اكثر من مرة و لكنه فشل .
لقد أضعنا هويتنا ، منذ ان أطل ( العلج ) علينا غازيا ، و هُزمنا عند أول معاركة لنا معه ، وعندما أعلنا و قررنا اننا لا رغب في المحاولة مرة اخرى ، فقد توسعت دائرة الهزيمة فينا ولم نعد نقوى حتى على مجرد المحاولة ، ساعتها أدركتُ ان كل شيْ " يبدء من الاعداد للمحاولة باصرار " ، واهدافنا هي من تقودنا الى دروب تغيير الالوان فينا ، فإما أبيض او أسود......نعم هكذا يكون الامر وبكل بساطة .
حمى الله الاردن و سائر بلاد العرب و المسلمين .
مدار الساعة ـ