أصبح من الجيد أن يكون لنا لونين لا ثالث لهما ، حتى يستطيع الاخرين تمييزنا عن غيرنا بسهولة ، و الصحيح ليكون من الافضل لنا ان نرسم حدودنا بين الالوان التي اصبحنا بالكاد نميزها نحن فيما بين انفسنا ، وبتنا مستعمرين بكثافة هذه الالوان و غزارتها ، و التي يكتنفها الغموض وتأخذ اكثر من لون في اللون الواحد.
يا ، عمآر على ذلك الزمن الذي كنا نتعامل معه بألوانه الثنائية ، ولا هم لنا إلا ليرانا الأخرون كذلك ، ولم نعتقد و لا حتى أجدادنا أن الشطاره تكون بتعدد الالوان و مشتقاتها من ألوان الطيف المتفرعة عنه ، حتى ان المواسم كانت بلونين لا ثالث لهم ، وكذلك الفرح و الحزن و حتى الوطنية إما أبيض بلون الثلج والفرح و لم تكن صفراء ولا حتى سوداء في يوم من الايام ، كأيامنا هذه متعددة الاطياف و الالوان .
كانت المسافة اكثر من اثنتي عشر كيلومتر التي اقطعها ذهاباً الى المدرسة على الاقدام ثم اقطعها كذلك ايابا الى البيت ، وكان ذلك صيفاً وشتاءاً ، ولم اذكر إني قد تذمرت او تصخطت على ذلك او بسببه ابدا ، وكان شعوري بلون واحد اي بلون الرضى و الشكر على هذه النعمة التي قد يكون غيري محروم منها .
الويل لنا لماذا تعددت الألوان عندنا ، و أصبح الابيض رماديا وبذات الوقت أصبح رصاصيا و.. و.. لعلنا أصبنا بعمى الالوان ام ماذا ؟ وهذا انعكس هلى هلامية مواقفنا من أدق قضاينا المرتبطة بمصائرنا ، و الانكأ من ذلك إننا لم ندرك موقفنا حتى من عقائدنا لان الالون تماهت عندنا وتعددت ، فأصبح الاحمر ابيض و الابيض اسود .
كيف لنا ان نرجع الى طبيعتنا الفطرية ونلون الاشياء بالوانها الطبيعية ، و مجرياتها الفطرية ونصرخ لنعبر عن مكنوننا ، ونبوح عندما يستوجب البوح ونفصح عندما يكون الإفصاح أولى من السكوت ، كيف لنا ان نعبرعن الواننا المائية التي تنسجم مع ألواننا النفسية الصادقة ، ولكن عرفت من صديق انه قد حاول اكثر من مرة و لكنه فشل .
لقد أضعنا هويتنا ، منذ ان أطل ( العلج ) علينا غازيا ، و هُزمنا عند أول معاركة لنا معه ، وعندما أعلنا و قررنا اننا لا رغب في المحاولة مرة اخرى ، فقد توسعت دائرة الهزيمة فينا ولم نعد نقوى حتى على مجرد المحاولة ، ساعتها أدركتُ ان كل شيْ " يبدء من الاعداد للمحاولة باصرار " ، واهدافنا هي من تقودنا الى دروب تغيير الالوان فينا ، فإما أبيض او أسود......نعم هكذا يكون الامر وبكل بساطة .
حمى الله الاردن و سائر بلاد العرب و المسلمين .