انطلق الأردن في عام 2024 باتجاه التحديث الاقتصادي والتنموي بثبات بينما يؤكد دائما على أن الشباب هم قلب التحول والابتكار، وكان ما تحقق خلال هذا العام من إنجازات مميزة ملموسة دالة على تعهد الحكومة باختيار ثوابت التطوير الملائمة لتسريع خطوات البناء نحو تحقيق رؤية مستدامة تليق بتطلعات الشباب ومستقبل الوطن.
العام المنصرم شهد تقدمًا ملموسًا في قطاع التكنولوجيا حيث تم تطوير منصة تقنية تستهدف تعزيز الابتكار وتبني التقنيات الثورية، هذا المشروع لم يكن مجرد خطوة تقنية بل تأكيد على قدرة الأردن على المنافسة عالميًا بفضل استثمار طاقاته الشبابية في مجالات الحوسبة السحابية والمهارات الرقمية المتقدمة.
وفي سياق بناء بيئة أكثر تفاعلا شهد برنامج "الشباب والتكنولوجيا والوظائف" توقيع شراكات مع عشرات الشركات المحلية والدولية لتوفير فرص عمل وتدريب لم يكن هذا البرنامج مجرد مبادرة تشغيل بل منصة لتطوير قدرات الشباب وتهيئتهم لسوق عمل رقمي يتغير بوتيرة متسارعة. وبفضل هذه الجهود أصبح 165 شابًا مؤهلاً للانضمام إلى قطاعات حيوية مع استكمال تدريب مئات آخرين على مهارات وظيفية نوعية.
أما في قطاع الأمن السيبراني فقد أبدى الأردن التزام عالي بحماية مؤسساته الوطنية من المخاطر الرقمية عبر تطوير منظومة أمنية شاملة هذه الإنجازات من شراء أجهزة حماية إلى تدريب مؤسسات حكومية لم تقتصر على الجانب التقني بل كانت استثمارًا استراتيجيًا في الكفاءات المحلية لضمان الأمن والاستدامة.
رؤية الأردن للشباب لم تتوقف عند الحدود التقنية بل تجاوزتها نحو الإبداع حيث تم إنشاء مراكز مخصصة للرياضات الإلكترونية في عمان والعقبة تعكس طموحًا لإطلاق العنان لمواهب الشباب في مجالات جديدة. كما شهدت الشركات الناشئة دعمًا كبيرًا من خلال مبادرات نوعية تعزز بيئة ريادة الأعمال.
رغم الإنجازات واجهت هذه الجهود بعض التحديات المرتبطة بالإجراءات البيروقراطية وتأخر تنفيذ المشاريع إلا أن المرونة التي أظهرتها الحكومة مصحوبة بحماسة الشباب كانت كفيلة بتحويل العقبات إلى فرص لتعزيز الإرادة الوطنية.
ما وقع في عام 2024 ليس مجرد أرقام ومشاريع وإنما قصة نجاح أردني تُكتب بجهود شباب وأحلامهم أنهم مصدر التغيير والأساس الذي سيبنى عليه طموحات الوطن في العقود القادمة وفي هذا الإطار كانت القيادة الهاشمية هي الداعم الأكبر لهذه التوجهات الطموحة بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني حفظة الله ورعاه الذي يولي الشباب أولوية قصوى، تم إطلاق مبادرات وطنية تتيح للشباب فرصة الوصول إلى التعليم والتدريب في مجالات المستقبل هذا التوجه الملكي يعكس الإيمان العميق بأن بناء الوطن يبدأ من تمكين أبنائه الشباب ليكونوا قادة المستقبل.
ويعتبر سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله دومًا رمزًا للروح الشبابية القيادية ومن خلال مؤسسة ولي العهد التي كانت دائمًا داعمًا أساسيًا في خلق فرص حقيقية للشباب الأردني ليتقدموا في مجالات متعددة، الأمير الحسين يكرس جهوده لتحقيق التطور والتحديث ليس فقط على المستوى الوطني بل كداعم رئيسي للشباب على مستوى العالم حيث أبدع في تسخير منصاته الدولية لرفع صوت الشباب واحتياجاتهم في إطار بناء المستقبل إن توجيهاته كانت العامل الأساسي وراء إطلاق برامج تهدف إلى بناء قدرات الشباب وفتح آفاق جديدة لهم في مختلف المجالات.
إن الأردن اليوم يُعيد تعريفه لمستقبل الأبناء من خلال استثمار طاقات شبابه متمسكًا بأن التنمية المستدامة تبدأ من الإيمان بقدراتهم ومنحهم الفرص ليكونوا روادًا في بناء الغد.