مدار الساعة - قال الدكتور طلال الشرفات: إن ما أثاره المهندس الشاب عبدالله أبو زيد من سؤال حول وجهة النظر حول تيّار الدولة المدنية يستحق الإجابة والتوضيح لما تضمن السؤال من روح وطنية تُحترم، وأمنيات مدجّجة بحسن النوايا؛ مبيّناً أن الملاحظات التي أُثيرت في مقالات سابقة مرتبطة إلى حدٍ بعيد بمحاكاة وطنية لمنطلقات التيّار، ومخاوف كان بالإمكان نفيها وإنكار ها وتوضيح الموقف حيالها.
وأضاف الشرفات لـ مدار الساعة إن احترام دور الشباب اقتضى كل دواعي الحرص على التوضيح مشددأً على أن البحث عن خصوم وهميين هو مجرد شعور لم يغادر ذهن السائل، لا سيّما وأن ساحات العمل الوطني مُشرعة للجميع بما في ذلك قوى اليسار، وتيّار الدولة المدنية الذين يقدمون مقاربات وطنية نتفق مع بعضها ونختلف مع البعض الآخر دون انتقاص من حقها في العمل السياسي، أو افتئات على دورها المُصان بالدستور والقانون.
وبيّن الشرفات: أن كلَّ البرامج السياسية والمنطلقات الفكرية للأحزاب قابلة للنقد وطلب الاستيضاح، والحكم على ذلك مرتبط بموافقة الدستور والقانون من ناحية، والإرادة الشعبية في صناديق الاقتراع من ناحية أخرى، مؤكداً أن القرار السياسي يحكمه رأي الأغلبية، والرأي السياسي مُتاح للجميع ما دام متوافقاً مع ثوابت الوطن وأحكام الدستور، وأن الحريّة المطلقة هي مفسدة مطلقة تؤدي بالضرورة هدر قيم المجتمع وضمير الأمة.
واستغرب الشرفات استذكار ابو زيد بوادر النقد دون حالات الإشادة بقوى اليسار في استحكام الثقافة الحزبية واستقلالية القرار السياسي في مقالات أخرى؛ مُذكراً بأن إنسداد الأفق في قبول الرأي الآخر؛ سيؤدي بالقطع إلى اختلال الميزان الديمقراطي في احترام رأي الأقلّية والإلتزام برأي الأغلبية، مؤكداً أن رأي الأغلبية ليس وصاية على المشهد العام، ولكنه تذكير بلون الدولة وثوابتها المُصانة برأي الناس.
وقال الشرفات لـ مدار الساعة إن تيار الدولة المدنية جزء مهم من النسيج الوطني، والاختلاف معه بالرأي لا يُفسد في الودِّ قضية، مشدداً على أن الشعوب الحيّة هي تلك التي تحترم قواعد النقد دون إسفاف أو إجحاف، وشاكراّ الناشط الشاب أبو زيد على سؤاله المشروع الذي استدعى تلك الإجابة المتواضعة.
إقرأ أيضاً: الشاب أبو زيد يسأل طلال الشرفات
