لقد كانت السياسة الخارجية لدونالد ترامب موضوعًا للكثير من الجدل والنقاش، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول العربية. ومن بين هذه الدول، يأتي الأردن، ملكية هاشمية ذات تاريخ طويل وثقافة غنية، يرثى لها في كثير من الأحيان بسبب الظروف الجيوسياسية.
يعتبر الأردن من الدول التي تمتلك تاريخًا عريقًا يعود إلى عصور ما قبل الإسلام. تحتضن المملكة العديد من المعالم الأثرية، مثل البتراء، وتاريخها في العصور الإسلامية مرتبط بالعديد من الأنبياء والرسل الذين ورد ذكرهم في القرآن. هذا الغنى التاريخي والثقافي يجعل من الأردن نقطة محورية في المنطقة، ويرسخ مكانته في العالم الإسلامي.
عندما تولى ترامب الحكم، كان لتوجهاته السياسية تأثير كبير على العالم العربي، حيث أبرز التوترات القديمة والجديدة. استخدم ترامب خطاباً مغايراً تجاه العرب والمسلمين، مشيرًا إلى بعض الدول بأنها تدعم الإرهاب، رغم أن الكثير من هذه الاتهامات لم تكن مبنية على أدلة واضحة. هذا الأمر أساء للفهم العام للعلاقة بين الولايات المتحدة والعالم العربي.
واحدة من أكثر السياسات المثيرة للجدل هي دعم ترامب لإسرائيل، خاصة في ما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. هذا القرار أثار ردود فعل غاضبة من العديد من الدول العربية، بما في ذلك الأردن. حيث اعتُبر هذا الدعم بمثابة اعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على مدينة ترتبط بعراقة المنطقة وتاريخها الإسلامي. ومع ذلك، لم يكن هناك أي تحرك فعلي من الحكومات العربية لمحاسبة الولايات المتحدة على هذه الأفعال.
يتساءل الكثيرون عن الربط بين دعم ترامب لإسرائيل وتوصيف بعض الدول العربية بالإرهاب. هذا الربط يثير الجدل حول كيف أن سياسات الحكومات يمكن أن تشوه الصورة الحقيقية للدول والناس. الإرهاب هو ظاهرة معقدة لا يمكن اختزالها في أي دولة أو ثقافة معينة، والحديث عن الإرهاب بطريقة انتقائية يضر بالفهم المشترك ويشجع على الجهل السياسي.
يتعين على الحكومات العربية اتخاذ خطوات فعالة لمواجهة الجهل عن قضاياهم بشكل أفضل. يجب أن يكون هناك حوار مفتوح مع المجتمع الدولي لشرح الوضع في المنطقة والتاريخ المعقد للعلاقة بين العالم العربي والولايات المتحدة.
أن للسياسات التي اتبعتها إدارة ترامب تسببت في جرحا كبيرا في العلاقات الأمريكية العربية .
