أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

النتن ياهو والأسد وجهان مختلفان لعملة واحدة


د. هزاع عبد العزيز المجالي

النتن ياهو والأسد وجهان مختلفان لعملة واحدة

مدار الساعة (الرأي) ـ
لقد اصبح العالم بأنظمته وأجهزته الدولية اشبه بشاهد الزور على ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم الإبادة والقتل والتطهير العرقي في قطاع غزة، فإسرائيل تستهدف كل ما هو حي وغير حي؛ الإنسان والحجر والشجر والمؤلم أن العالم الا ما رحم ربي يقف إما عاجزاً أو صامتاً أو متآمراً أو منتقداً خجولاً امام إحدى ابشع المذابح والجرائم البشرية في التاريخ الإنساني، مبررين ذلك بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها بالقتل والاحتلال، فالغاية بنظرهم تبرر الوسيلة، فمن يحكم هذا الكيان هم هؤلاء القطعان من المستوطنين الذين قدموا من كل صوب وحدب حاملين راية الصهيونية الحاقدة بما يسمونه الوعد الإلهي بأرض الميعاد يؤمنون أن بقاءهم مرهون بقتل وتهجير كل من يعيش على أرض فلسطين.
لقد ثبت بما لا شك فيه أن الصهيونية اليمينية الدينية استطاعت خلال عقود طويلة من الهيمنة على مفاصل الحياة السياسية ليس في (إسرائيل) فقط بل وفي أميركا وكثير من دول العالم الغربي، وهم يرفضون جميع الحلول وحتى أنصاف الحلول السلمية لقيام الدولة الفلسطينية بدعم لا محدود من قبل الولايات المتحدة الأميركية، التي جعلت من كيان إسرائيل الحليف الاول في المنطقة وباعتباره ضرورة استراتيجية والمدافع الاول عن الحضارة الغربية في وجه الدول (غير المتحضرة) في المنطقة العربية.
إن ما يقوم به اليمين المتطرف في ظل حكم اليمين المتطرف بزعامة الأكثر تطرفاً (النتن ياهو) من جرائم إبادة وقتل وتدمير في غزة امام انظار العالم دون رقيب او حسيب، كشف الوجه الحقيقي لعجز المجتمع الدولي حتى عن انتقاد وليس معاقبة إسرائيل حتى من شعوبهم، بل أن القضاء الدولي الذي أدان على استحياء قادة هذا العدو قامت الدنيا عليه ولم تقعد في أميركا وإسرائيل واتهمت المحكمة الجنائية الدولية بالانحياز ومعاداة السامية والتهديد بمحاسبة قضاتها على تجرؤهم بإصدار مذكرات جلب بحق (النتن ياهو) وغالانت فكان الرد على ذلك المزيد من الجرائم والقتل والابادة.
يقال شر البلية ما يضحك فإذا ما كان يفعله (النتن ياهو) واعوانه من جرائم القتل والإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني جهارا ونهارا أنه دفاعاً كما أنه يحظى برعاية وحماية أميركية عن أي مساءلة دولية وللاسف وبمكان غير بعيد وعلى حدود فلسيطين نجد أن الرئيس العربي المخلوع بشار الأسد وقبله أبوه وعائلته واتباعه من أذيال النظام كانوا طوال عقود ارتكبوا خلالها بحق شعبهم العربي من أبناء جلدتهم كافة اشكال الجرائم والسرقة والنهب والقتل والتعذيب والحرق والعصر تحت الأرض، بطرق لا يكاد العقل البشري يصدقها دفاعاً عن حكمه ومصالحه، ومن مسخرة القدر أن هذا النظام المجرم الفاسد الذي جثم على قلوب السوريين منذ اكثر من خمسين عاماً كان يتخذ من العروبة والمقاومة شعارا له كان ايضا يحظى برعاية وبحماية روسية.
اذا فإن كانت المقارنة بين المجرم النتن ياهو والمجرم بشار الأسد عادلة من حيث الشكل، فانها ظالمة من حيث الغاية والهدف، فللاسف فهل يستوي من يقتل للدفاع عن مصالح قومه ومن يقتل قومه للدفاع عن مصالحه ولكن نتفق أنهم وان اختلفا بالمضمون فانهما ابشع وجهين لمجرمين مختلفين لعملة واحدة.
* استاذ القانون الدولي العام
مدار الساعة (الرأي) ـ