أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

منسف إعلامي.. عبدالهادي راجي يهاجم مؤثرين في مجال السوشال ميديا


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

منسف إعلامي.. عبدالهادي راجي يهاجم مؤثرين في مجال السوشال ميديا

مدار الساعة (الرأي) ـ
.. أسوأ المواقف التي أتعرض لها هي: حين أقف في مناسبة ما على منسف ويكون الجوع قد استبد بي، ثم يأتي أحدهم مصطحبا ابنه... والذي لا يتجاوز عمره الـ(12) عاما ويقف بجانبي لحظة أن أضع يدي في الطعام، وأثناء ذلك يبدأ هذا الشخص بالحديث لي عن سجايا ابنه ونبوغه في المدرسة، وكيف أنه حصل على جائزة في الشعر والتجويد...
المشكلة ليست هنا المشكلة في أن الفتى مرغ قميصي في اللبن.. والفتى سحب من أمامي كل قطع اللحم، وهو لا يعترف بمساحة خاصة به، بل يمد يده على كل طرف.. والأخطر من كل ذلك، أنه تمادى في الحديث أثناء الأكل (وطرطش) كل الحضور.. أنا لا أتخيل موقفا، بل أتحدث عن حالة حدثت معي وتكررت كثيرا.
بعد كل هذا ولا شعوريا يمد الفتى يده، ويمسح بقايا اللبن في طرف بنطالي، ثم يعتذر.. ويطلب مني أن أقوم بتفكيك الرأس له، نظرت للمنسف وقتها واكتشفت أنه حوله لما يشبه الفوضى تماما.
صرت مؤخرا في الولائم اتجنب الأطفال، وأغضب حين يحضر أحدهم ابنه معه دون أن يجعله يعرف أصول وأخلاقيات تناول الطعام، دون أن يعلمه معنى احترام الكبير.
ينتابني ذات الشعور من الألم، حين استمع في الصباح للإذاعات.. ولمن يعتبروا (مؤثرين) في مجال السوشيال ميديا، هؤلاء لا يختلفون عن الفتى الذي أحضره والده، أغلبهم لا يعرف أخلاق الإعلام ولا قواعد الخطاب.. مثل الفتى تماما لا يعرف أبجديات تناول الطعام ولا يفهم احترام الكبير.. أغلبهم لا يعرف معنى الوعي ومعنى المعرفة في خطاب الجمهور، مثل الفتى الذي لا شعوريا مسح كفه ببنطالي.. أغلبهم لا يجيد حتى مخارج الحروف ولا النطق السليم.. مثل الفتى الذي (طرطش) على كل الحضور..
المشكلة أنك تعتبره طفلا، وخاطرك لا يسمح لك بزجره.. مثل (المؤثرين) تماما، لديهم حماية، ولديهم ما يسمى (بالبكايات) التي تروج لهم، وتبرر الانحطاط بمقولة: (الزمن اتغير).
قبل أيام تابعت على الفيس (مؤثرة).. هي تعمل مذيعة، وتروج للعطور وكريمات البشرة، وتعمل مصلحة اجتماعية، وتمطرنا بعبارات الحب... وتجري مقابلات وفي ذات الوقت خبيرة في الطعام وأصول (الإتيكيت)... وتنتقد القضايا المجتمعية.. وأكثر ما أوجعني، أنها تتحدث عن الأردن بطريقة تخدش القلب، فقد عرضت قصتها في المطار حين أرادت السفر.. هل هكذا نعبر عن الأردني وهل هكذا نحترم وعي الناس؟
للعلم أقول لكل من يقرأ مقالي، إذا جلس معي ذات مرة على منسف وأحضر ابنه معه.. فعليه أن يغادر من جانبي هو وابنه، لن أسمح لأحد بتخريب متعتي في تناول طعامي المفضل.. أنا لا أجامل على حساب العقل ولا على حساب المعدة.
على الجميع أن يكون مثلي ويتوقف عن المجاملة.
‏Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ