مدار الساعة - تُعدّ الجامعة الألمانية الأردنية (GJU) نموذجًا رياديًا ومتميزًا في التعليم العالي التطبيقي في الأردن والمنطقة، ومنارة تُعبّر عن الرؤية الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه في الاستثمار بالتعليم كركيزة أساسية للتنمية والابتكار. منذ تأسيسها، حققت الجامعة مكانة فريدة، حيث جمعت بين النظام التعليمي الأردني والنظام التعليمي التطبيقي الألماني لتقديم تجربة أكاديمية وعملية تُعدُّ من الأفضل على مستوى المنطقة وفي وعاءً ثقافيٍّ عربيٍّ أوروبيٍّ ملهم.
تعتمد الجامعة أنموذج التعليم الألماني الذي يدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما يضمن إعداد خريجين متميزين يتمتعون بكفاءات علمية وعملية عالية. يكتسب الطلبة خلال دراستهم خبرات حقيقية في بيئة تعليمية تُركّز على التميز والإبداع، مما يجعلهم قادرين على مواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والدولي. تعتبر سنة ألمانيا الإلزاميّة لبرامج البكالوريوس نقطة تحوّل في حياة الطالب، حيث يقضي الطلبة عامًا كاملاً في ألمانيا، بين فصل دراسي في الجامعات الألمانية الشريكة وعددها تجاوز ال ١٢٠ جامعة تطبيقيّة و ٥-٦ شهور في الشركات الألمانية والعالميّة في ألمانيا، يختبرون فيه أنفسهم ويكتشفون طاقاتهم وقدراتهم فيزدادون علماً وتجربةً في الحياة العملية متسلحين بما أعدّتهم له جامعتهم ومجتمعهم. خلال هذه السنة الفريدة، يواجه الطلبة التحديات، ويعززوا خبراتهم المهنية والإجتماعيّة من خلال الانخراط في التدريب العملي في كبرى الشركات الألمانية. كما تُسهم هذه التجربة في صقل مهاراتهم اللغوية والثقافية، ليصبحوا سفراءَ لوطنهم وجامعتهم ومجتمعهم. بفضل هذا الإعداد المتكامل، تتجاوز نسب تشغيل الخريجين 90% خلال الأشهر الستة الأولى بعد التخرج.
لم تكن الجامعة مجرد مؤسسة تعليمية عادية، بل أصبحت منارة للابتكار والإبداع. تُركّز برامجها على تأهيل الطلبة في مجالات حيوية تشمل الهندسة، تكنولوجيا المعلومات، التصميم، إدارة الأعمال، العلوم الطبية، التمريض، الإنسانيات التطبيقية والعلوم الاجتماعيّة وتقنيات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وتُقدّم الجامعة برامج دراسات عليا (ماجستير ودكتوراه) تُواكب متطلبات التنمية المستدامة وتُعزز قدرات الباحثين في مواجهة التحديات العالمية وقيادة المؤسسات والشركات التي يعملون بها باقتدار نحو النمو والازدهار.
وبذلك فإنّ الجامعة تركّز وتعدّ جيلاً مبادراً، منطلقاً للحياة ومنفتحاً على العالم بأفكار مبتكرة، تمكّنهم من تبوؤا مناصب قياديّة خلال سنوات معدودة بعد تخرّجهم ويساهمون في البناء والتطوّر الوطني والعالمي، الإجتماعي والاقتصادي بهمّة واندفاع ومحبّة وانتماء.
تكلل هذا العمل الذي تم بجهد المؤسسين والقائمين على الجامعة حتى يومنا هذا وفي أقل من عشرين عاماً من عمر الجامعة إلى أن حازت على ثقة المجتمع العربي والدولي، فكان العام 2024 عامًا استثنائيًا، حيث حصلت الجامعة على العديد من الجوائز والتكريمات محليًا ودوليًا تقديرًا لإنجازاتها في التعليم والبحث العلمي وعلى رأسها الزيارة الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني للجامعة وافتتاح مجمع التكنولوجيا والبحث والابتكار بعد تشرّف الجامعة بتكريم جلالة سيّدنا بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى وحصولها على ختم التميّز و نيلها المركز الثاني في جائزة الجامعة الرسمية المتميزة لعام ٢٠٢٤ ضمن جوائز الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية . وحصولها على شهادتي ISO 9001:2015 و ISO 21001:2018، ومؤخراً حصولها على جائزة “المساهمة البارزة في الريادة” من Times Higher Education للعالم العربي 2024.
تمضي الجامعة الألمانية الأردنية قدمًا نحو تعزيز مكانتها كرمز للتميز الأكاديمي والريادة في التعليم التطبيقي، ملتزمة برسالتها في إعداد قادة المستقبل الذين يساهمون في بناء مجتمعهم ووطنهم بروح العلم والإبداع.
ختامًا، تُعدّ قصة الجامعة الألمانية الأردنية شهادة حية على رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وجهوده في بناء الأردن الحديث القائم على العلم والمعرفة. إنها قصة نجاح تُلهم الأجيال وتعزز الأمل بمستقبل مشرق ومليء بالفرص.