أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: في الغاز الروسي - ينقلب السحر على الساحر


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: في الغاز الروسي - ينقلب السحر على الساحر

مدار الساعة ـ
ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية وبالعكس الأوكرانية – الروسية تتصاعد مع قدوم العام الجديد 2025، وبعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على اندلاعها منذ عام 2022، بينما تعود جذورها للثورة البرتقالية وانقلاب "كييف" عام 2014 بجهد التيار البنديري الأوكراني المتطرف المتعاون لوجستيا و سياسيا مع الغرب الأمريكي. ويسجل لبريطانيا – باريس جونسن و أمريكا – جو بايدن و ابنه هانتر بايدن ،و اللوجستيا الغربية العبث بأوراق الحرب و اشعالها منذ البداية، والعمل على افشال كل حوارات السلام الأوكرانية – الأوكرانية ( غربا و شرقا ) بعد المحاولة الفاشلة لضم شرق أوكرانيا لغربها و التسبب في قتل و تشريد أكثر من 14 الفا من المكون الأوكراني و الروسي المليوني من حيث العدد ،وهو الذي إنتهى بإنضمام الشرق الأوكراني و قبله القرم و عبر صناديق الاقتراع لروسيا و تحت حمايتها العسكرية عبر عملية خاصة إستباقية ، دفاعية ، تحريرية لم تستهدف رموز نظام أوكرانيا ولا المواطنين الأوكران ، وكذلك الحوارات الأوكرانية – الروسية عبر المفاوضات المباشرة ، و اتفاقية "مينسك"، ومفاوضات تركيا، وانصب هدف نظام ( كييف ) السياسي المنتهية ولايته و برلمانه " فيرخوفنايا - رادا منذ بداية عام 2019 على تقديم الاصطدام مع روسيا على السلام معها، والتخطيط مع الغرب لديمومة الحرب الباردة ، وسباق التسلح، واستنزاف روسيا الاتحادية العظمى، والاقتراب من حلف "الناتو" المعادي لها أو تأجيل الأقتراب من الناتو لعشر سنوات قادمة أو أكثر ، وهو الذي يعني لروسيا نفس الخطر و نفس النتيجة التي ترفضها، والتوجه أيضا صوب الغرب و ادارة الظهر بالكامل لروسيا الاتحادية جارة التاريخ ،و للمنظومة السوفيتية السابقة بالكامل كذلك.
ولما أن الجانب المعتدي ،والذي هو الأوكراني الممثل للعاصمة " كييف " و نظامها السياسي البنديري،هو الخاسر الأكيد في ميادين المعركة أكيد بسبب جنوح الميزان العسكري و قوة النار وبقوة لصالح روسيا الاتحادية و جيشها رغم تحالف " كييف " مع أكثر من 50 دولة غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية العظمى ، إلا أنه ، أي نظام " كييف " يمارس المعاكسة و الشغب و العنف و الأغتيال ، و التطاول على روسيا بالمسيرات و الصواريخ الغربية التي تواجه روسيا بمثلها و أعنف وتلامس العاصمة " كييف " نفسها . و يعتقد نظام " كييف " بأن في مواصلة الحرب يستطيع فرض سلام الجانب الخاسر لها و الذي بدأها ،و حاول و لا زال يحاول اقناع الغرب و خاصة الرئيس جو – بايدن المنتهية ولايته و الخاسر للأنتخابات الرئاسية أمام دونالد ترامب بضرورة محاصرة روسيا ،ولكي تتسبب في خسارة مالية كبيرة في الحرب وفي موضوع تصدير الغاز إلى أوروبا .
و الموقف الروسي الدفاعي من الحرب الأوكرانية – الروسية تمثل في تفسير إتفاقية إنهيار الاتحاد السوفيتي التي تلزم الدول المستقلة ومن بينها أوكرانيا بعدم عقد تحالفات معادية و التزام الحياد ، و تبيان عمق مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 القاضية بالسماح بالدفاع عن النفس لأي دولة معتدى على سيادتها مثل روسيا . و بما أن " كييف " قررت منذ البداية الأرتهان للغرب الأمريكي، تجد روسيا بأن الأجدر لها محاورة أمريكا مباشرة عندما يسمح الوقت بذلك لأنهاء الحرب ، و تأمل روسيا و أوكرانيا من الرئيس القادم بتاريخ 20 يناير2025 دونالد ترمب أن يضع حدا نهائيا للحرب عبر وقف المساعدات المالية و العسكرية( لكييف) العاصمة ، و الدفع بها لقبول حوار مباشر مع موسكو وتحت مظلة دولية تقودها أمريكا إلى جانب روسيا ، خاصة و أن الخسارة المالية لخزائن دول (الناتو) الناجمة عن الحرب كبيرة جدا وتقترب من 300 مليار دولار .
بدأ ضخ الغاز الروسي لأوروبا عبر شركة ( غاز بروم ) عام 2019 و استمر حتى مطلع العام الحالي 2025 ،بعد انتهاء عقد الغاز بين روسيا و أوكرانيا- كييف ، و لما أن الحرب بينهما و بمساعدة واضحة من قبل الناتو لنظام " كييف " لم يعد بالأمكان تجديد العقد ، و الجهة الرافضة للتجديد كما اتضح لنا هي العاصمة الأوكرانية و ليست موسكو الباحثة عن السلام الحقيقي وسط الحرب ، و عين " كييف " على تحقيق خسارة مالية لموسكو ، بينما خسارتها المالية السنوية ستصل إلى 800 مليون دولار جراء توقيف الغاز فقط في زمن حاجتها للمال في الحرب و السلام ، و لإعادة البناء ، و الجانب الروسي المتوقع أن يخسر خمسة مليارات دولار سنويا ، سيجد طريقا بديلا لضخ الغاز لأوروبا ، و هاهو الان ، يضخ الغاز عبر " السيل التركي " إلى ( رومانيا ، و اليونان ، و مقدونيا الشمالية ، وصربيا ، و البوسنة و الهرسك ، و هنغاريا بحجم 15 مليار متر مكعب .
وبغض النظر مع أية جهة في الحرب الأوكرانية يمكن أن يساند الرأي العام العالمي ، فإن الجهات المتضررة هي الشعوب ( الروسية ، و الأوكرانية ، و الغربية ) ، و الأصل فصل السياسية و العسكرة عن الأقتصاد ، فحين يحل السلام سيتم تجميد السياسة و العسكرة لصالح الاقتصاد و التنمية الشاملة لشعوب تلك المناطق الجغرافية . و مشكلة الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا بدأت تظهر عام 2022 مع اندلاع الحرب الأوكرانية ، و شهد عام 2023 ضخ 15 مليار متر مكعب من إجمالي استهلاك الاتحاد الأوروبي ، وتم توقيف ضخ الغاز لأوروبا بأمر من وزير الطاقة الأوكرانية جيرمان جلوشينكو ، و تباهى بخطوته هذه ، بينما انقلبت على بلاده رأسا على عقب ، لدرجة طالبت فيها سلوفاكيا بقطع الكهرباء عن " كييف " و مطالبتها بالتخلي عن جزء من أراضيها لروسيا ، وهو مطلب متكرر للقيادة الأمريكية أيضا التي يتقدمها دونالد ترمب اعتبارا من تاريخ 20 يناير 2025 .
لايوجد في دنيانا عاقل يقف مع الحرب الأوكرانية أو بإمكانه أن يقف مع تواصلها ، فالحرب مصيبة بشرية لايرى حقيقتها إلا المواطن المتضرر منها مباشرة ، و الروس و الأوكران جيران و أخوة ،و يعشيون حالة واحدة ، و يراقبون الحرب و يرقبون السلام كل يوم ، لكن روسيا التي أعرفها عن قرب صبرت كثيرا ،و احتارت بما فعله التيار البنديري الأوكراني المتطرف و النظام السياسي الأوكراني في الجوار جنوبا ،وجاءت العملية العسكرية الخاصة ردة فعل دفاعية ، ولم تقصد الهجوم على أوكرانيا من أجل الهجوم ، ولم تقبل روسيا بأن تبقى صامتة على بيع أوكرانيا لذاتها للغرب الأمريكي و للناتو ، و تعتبر كل أوكرانيا ( روسيا الصغيرة ) بالنسبة لروسيا، ولم ولن تقبل لأي جيش معادي أن يقترب من حدودها حفاظا على أمنها القومي ، وهكذا فعلت في الزمن السوفيتي وسط ملف أفغانستان عام 1979 ،وحذرت مرارا من ذلك وفي مقدمتهم الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف . و أغرق الغرب أوكرانيا بالمال الأسود الكبير و بالسلاح المماثل ،و النتيجة التي وصل لها إلى جانب العاصمة " كييف " – صفر – ولم يتم االلجوء للقانون الدولي، ورواية الهجوم المضاد و في كورسك أفشلتها روسيا في مكانها ، و روسيا تتقدم عسكريا صوب نهر الدنيبر بعد تحرير خمسة أقاليم هامة منها ما يشكل مخزونا عالميا للفحم مثل ( القرم ، لوغانسك و دنيتسك " الدونباس ، و زاباروجا و خيرسون ) ، و المشروع التحريري الروسي يشمل خاركوف و أوديسا . وكلما استمرت الحرب كلما خسرت دولة " كييف " أكثر ، و سلام ضعيف خير من حرب مدمرة ليس على أوكرانيا فحسب ،و إنما على الحضارات و البشرية جمعاء . و العالم ،و الغرب ، و أمريكا يعون قوة روسيا العسكرية على المستويين التقليدي و النووي المرعب ،و الأفضل عدم تجريبها ، و الأقتصاد الروسي ناهض بإستمرار في أسيا ، و في غرب و جنوب العالم انطلاقا من التوجه الروسي تجاه تعددية الأقطاب القادر على افشال احادية القطب . ونعم لإنتهاء كافة الحروب في شرقنا الأوسط أيضا ، و نعم للسلام العادل المشرف الذي تقبل به الشعوب و ليس الدول فقط .
مدار الساعة ـ