أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عن آخر 'هرطقات' أنتوني بلينكن.. الـ'مندهش'!


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

عن آخر 'هرطقات' أنتوني بلينكن.. الـ'مندهش'!

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
قبل أيام معدودات على رحيل إدارة رئيس الإبادة والتطهير العِرقي والتهجير والتجويع, غير المأسوف عليه جو بايدن والطاقم الصهيوــ يهودي, الذي أحاط به كالسِوار ومَنحِه دولة العدو الصهيوني صفقة أسلحة «نوعية» بثمانية مليارات دولار. خرجَ علينا رئيس دبلوماسيته المُتفاخر بيهوديته بائع الأوهام/بلينكن, في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أول أمس, مُقدماً «جردَة حساب» حافلة بالمُبالغة المحمولة على أكاذيب, عن السنوات الأربع العِجاف, الذي قاد فيها وزارة الخارجية, على نحو يبعث بالفعل على مزيد من الأسئلة ـ التي طرحَها ويطرحها كثيرون منذ عقود طويلة ـ عما إذا كان بلينكن ومعظم «أسلافه», يُدافع بالفعل عن المصالح الأميركية؟, أم أنه/أنهم ينطق باسم الكيان الصهيوني العنصري الاستعماري؟
بلينكن في المقابلة الطويلة مع الصحيفة الأميركية صهيونية الهوى, أبدى«دهشته» حدود الصدمة, ليس فقط في «انتقاد» ما وصفَه بـ«النِسيان السريع» من قِبل العالَم, لأحداث 7/أكتوبر2023 (ملحمة طوفان الأقصى). بل خصوصاً زعمه «أن من الأمور التي (أدهشتني) خلال هذه الفترة, أنه رغم الانتقادات الواضحة لسلوك إسرائيل في غزة، «لم نسمَع» تقريباً أي صوت دولي, يُطالِب «حماس» بإلقاء سلاحها، وإطلاق سراح المُختطفين، والاستسلام».
كذا وبكل صفاقة يواصل بلينكن تكرار ما دأب عليه هو وجيك سوليفان, وقبلهما دائماً «سيّدهما» في البيت الأبيض, الزعم بأن الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط, و«الفيلاّ» في غابة التوحّش والتخلّف والاستبداد العربية, هي ضحية «الإرهاب الفلسطيني», وأن الوقت حان لوضع حدٍ لحُكم «حماس», ومنح مستوطنات غلاف غزة الهدوء, واستكمال «النهضة» التي تعيشها إسرائيل, الدولة الرائدة, التي كانت قبل «مذبحة» 7/أكتوبر2023, قاب قوسين من استكمال قوس «التطبيع الإبراهيمي», والفوز بالجائزة الكبرى, التي ستتيح لها الاندماج الكامل في المنطقة العربية, على نحو يُمكِّنها من قيادة الإقليم وكتابة جدول أعماله, تأسيساً لمرحلة غير مسبوقة من الرخاء والسلام. لكنه ـ بلينكن ـ لفتَ إلى أن زيارته للمنطقة, التي كان مُخططاً لها أن تتم في 10 أكتوبر/ 2023 (ولم تتم في واقع الحال), كانت ستُفضي إلى «قيام دولة فلسطينية», على ما زعمَ ـ كاذباً بالطبع ـ في مقابلته مع «نيويورك تايمز».
هي إذا «حماس» التي أهدَرتْ فرصة تاريخية لقيام دولة «فلسطينية» ذات سيادة كاملة, بارتكابها مذبحة بحق اليهود, مذبحة لم تحدث مثلها منذ «هولوكوست» الحرب الكونية الثانية, على يد الوحش النازي (حيث أحفاده في برلين ومنذ ستينيات القرن الماضي حتى الآن, «يُكفِّرون» عن جريمة «هتلر», بضخ مليارات الدولارات وشحنات الأسلحة التي لا تتوقف, لمساعدة «جيش الدفاع» في دحر «جيوش حماس» وباقي كتائب «الإرهاب» الفلسطيني).
يريد لنا بلينكن أن ننسى ونتجاهل, ما كان رئيسه/بايدن المُتفاخِر بصهيونيته, أخبرَ قادة سلطة الحكم الذاتي خلال زيارته رام الله, بأن مطالِب الفلسطينيّين «مُستحيلة» التحقّق, وأنها بحاجة إلى مُعجزة, لا يقدر عليها سوى صاحب المُعجزات, وبالتالي عليهم إنتظار «عودة» السيد المسيح (عليه السلام).
عودة إلى باقي «ثرثرة» بلينكن.
لم يتوقف رئيس الدبلوماسية الأميركية عن بثِّ سمومه والدفاع عن ارتكابات الكيان الفاشي, في شأن حرب الإبادة والتطهير العِرقي, عندما يُبرّر تزويد العدو بسيل لا يتوقف من أسلحة التدمير والقتل, قائلاً ردّاً على سؤال ما إذا إلتزمَ الجيش الصهيوني قوانين الحرب, وعن مواصلة واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟: «كنا وما زلنا ـ زعمَ بلينكن ـ مُلتزمين بشكل أساسي بالدفاع عن إسرائيل، ومن المُؤسف ـ أضافَ بوقاحة ـ أنها تُواجِه خصوماً من كل الاتجاهات، لذلك فإن الدعم الذي تُقدمه واشنطن على مدار سنوات, عبر الإدارات السابقة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، هو دعم حيوي». مُعتبراً في تواطؤ مكشوف, أن «هذا الدعم لضمان قدرة إسرائيل (على الدفاع عن نفسها)، وردْع أي عدوان من إيران أو وكلائها سواء حزب الله، أو الحوثيين»، لافتاً في صلَفٍ إلى أنه «كان من الضروري الحفاظ على دعم إسرائيل لمنع توسّع الصراع, بما ينتج عنه من موت ودمار».
لم يكتفِ بلينكن بكل هذا الهراء الذي بثه عبر «نيويورك تايمز», بل مضى إلى إختلاق المزيد من الأكاذيب والسيناريوهات المُفتعَلة, عندما ردَّ بشأن احترام العدو لقواعد الحرب خلال حربه على غزة، مُبررً/بلينكن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في دفاعها، الذي وصفه بـ«العادل»، من أجل «التأكّد من عدم تكرار هجمات 7/أكتوبر 2023»، مُضيفاً: «قلنا منذ اليوم الأول إن الطريقة التي تقوم بها إسرائيل لتحقيق ذلك مُهمة». ولم يبلث أن أضافَ أكذوبة أخرى, مُتحدثاً عن «إجماع» على مستوى القيادات والمجتمع الصهيوني لـِ«منع وصول المساعدات ولو حتى إلى فلسطيني واحد داخل غزة»، مُبرراً ذلك بل موافقاً بأن «هناك حالة من الصدمة على خلفية ما حدث في 7 أكتوبر/2023».
هل تذكرون أحبولة بايدن المُتمثِلة في «الميناء العائم», الذي سيُقدم «المساعدات الإنسانية» إلى أهالي القطاع, بعد أن منعها مُجرم الحرب/نتنياهو. وكيف انتهى إلى فشل ذريع بعدما تكشّفت اللعبة, عن مشاركة أميركية في مُخطط لـِ«تحرير» أسرى العدو لدى فصائل المقاومة الفلسطينية؟
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ