الثورة السورية كغيرها من الثورات ، لها جوانب خفية وتعقيدات كثيرة ، كما انها وقعت تحت تجاذبات المصالح و الاطماع ، كما فعلت بها المخاوف المفاعيل واثرت على كيفية اخراج هذا المنتج ، وو صفة صرخة شعب سوريا المتجاذبة بين الأمل والتحديات ، بانها ولادة قيصرية ووليدها مرهون لاشد المرابين قسوة بل هو المرابي شيلوك بذاتة ، و قد اخفوا خلال هذه العملية الجراحية ، متواريات لاحصر لها ، وكل يغني على ليلاه كما يقال .
و لعل اول هذه المتواريات التمهيد للسيطرة على المعبر المزعوم " معبر داود" وهو ليس موقعًا جغرافيًا معروفًا رسميًا ، لكنه يرتبط بالمزاعم الدينية والتاريخية التي يروجها الفكر الصهيوني لتبرير السيطرة على مناطق في فلسطين وعلى رأسها القدس الشريف ، وباقي بلاد الشام و العراق ومصر ، ولكن على مراحل ، و معبر داود أو ما يُعرف بـ"الطريق الذي يُعتقد أنه خاص بالنبي داود" هو مفهوم رمزي وديني في الفكر اليهودي ، ويُشار إليه أحيانًا في سياقات تتعلق بالمزاعم الدينية حول الأماكن المقدسة أو الطرق التاريخية التي يربطونها بشخصيات توراتية ، وهذة اخطر المتواريات المستترة خلف و ميض انتصار الثورة .
و تعد الأبعاد السياسية والعسكرية الخفية وغير المعلنة التي حيكت بمكر للثورة السورية ، هي من بين أكثر جوانب المتواريات تعقيدًا وإثارة للجدل ، حيث لعبت الأجندات الدولية والإقليمية دورًا كبيرًا في تشكيل مسار الثورة وتحويلها إلى صراع ممتد ، ووقوع الثورة في الفخ العبري بغطاء اميركي ، حيث انتهجت اسرائيل في اول الامر على تحقيق اهم اهدافها المرحلية و التي كانت تتمحورة حول استغلال الموارد الطبيعية في المنطقة ، والتي حصلت في عام 2019 على اعتراف أمريكي بسيادة إسرائيل عليها ، مستفيدة من ضعف سوريا سياسيًا وعسكريًا ، والابقاء على سوريا ضعيفة ومقسمة بما يضمن تقليل التهديدات الأمنية عليها ، وهذا يعني انتصار اسرائلي جديد وزيادة في ضم الااراضي العربية السورية والتوسع على حسابها .
ولعل من اهم متواريات الثورة السورية المكاسب الاستراتيجية لاسرائل ، وعلى رأسها إضعاف الجيش السوري النظامي ، الذي كان يُعتبر من أقوى الجيوش العربية المعادية لإسرائيل قبل الثورة والذي فقدة الثوار بطريقة درامية ممنهجة بايد خفية ، مما أضعف تهديده لإسرائيل على المدى البعيد ، وكذلك تآكل محور المقاومة ، و تعزيز النفوذ الدولي لإسرائيل ، فقد أتاح الصراع في سوريا لإسرائيل تقديم نفسها كشريك أمني استراتيجي للدول الغربية ، خصوصًا في ملف محاربة الإرهاب (مثل داعش) واستغلال الفوضى السورية لتوطيد علاقتها مع روسيا التي أصبحت لاعبًا رئيسيًا في سوريا، وعلى الرغم من سياسة "عدم التدخل" المعلنة، إلا أن إسرائيل لعبت دورًا غير مباشر في الصراع وذلك عبر الضربات الجوية التي استهدفت مئات المواقع العسكرية داخل سوريا ، خاصة تلك المرتبطة بإيران وحزب الله ، لمنع نقل الأسلحة المتطورة ، ناهيك عن الدعم السري لبعض فصائل المعارضة على الحدود (في الجولان) لضمان منطقة عازلة آمنة.
وتعد المكاسب المستقبلية المحتملة لدولة الكيان من اهم المتواريات ، كتفتيت سوريا واستمرار الصراع وتقسيمها إلى مناطق نفوذ متعددة التبعية ، وهذا يصب في مصلحة إسرائيل ، ويضعف الدولة المركزية السورية ويحد من قدرتها على تهديد إسرائيل مسقبلا ، كما ستساعد الانقسامات السورية في تعزيز علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية ، التي أصبحت ترى إيران وليس إسرائيل كأكبر تهديد لها , وفي الحقيقة ان الثورة السورية وجدت نفسها محاطة بكل ذلك التعقيد وهي لم تسعى اليه في المطلق ، ولكن الربيع العبري يدخل بمئة لبوس ولبوس ، وقوى الاستعمار الغربي المتوحش تضع الجميع في قوالب خاصة تخدم مصالحها بحيث لا تقوم قائمة لاي كان يقف في طريق ابناء صهيون |، ولكن الغضب الانساني قادم وسيعلم الظالمون اي منقلب سينقلبون ، و التاريخ به من الاشارات ما يؤيد ذلك ، وخاصة بعد السقوط المخزي لمجلس الامن و باقي المؤسسات الاممية التي لا تعمل الا لصالح اليهود الصهاينة .
حمى الله الثورة السورية و الويل و الثبور لاعداء الامة عربا و اجانب من عذاب قادم مسخر من الحق الذي لا يقبل الظلم لعباده .
حمى الله الاردن وجميع بلدان العرب و المسلمين و الاخيار في العالم .