مدار الساعة - قال الخبير العسكري والاستراتيحي نضال ابوزيد بان غزة والضفة الغربية تشهد تحولات في مجملها تحولات على مايبدو ايجابية تتعلق بالحالة العسكرية في غزة وتحولات سلبية تتعلق بتصعيد حدة الخطاب الاعلامي من السلطة الفلسطينية تجاه المقاومة في جنين ومناطق الضفة مما ينذر بنشوء صراع فلسطيني – فلسطيني قد يؤدي الى انزلاق الضفة الغربية الى اتجاهات قد تكون غير محسوبة النتائج.
واضاف ابوزيد الى ان المؤشرات التي تدعم خيارات التحول الايجابي في غزة تتعلق بعودة المسار التفاوضي بزخم اقوى حيث وصلت المفاوضات للحديث عن مفاوضات اللجان الفنية اي بمعنى التفاصيل و الاجراءات التنفيذية، الامر المرجح ان تشهد هذه الجولة تقدم لكن التجارب السابقة تجعل المسار التفاوضي خاضعا بالدرجة الاولى لرغبات نتنياهو رغم ان الحالة العسكرية والخسائر التي تتعرض لها قوات الاحتلال والتي تم الاعلان عنها مؤخرا على غير العادة عبر هيئة البث الاسرائيلية تشير الى ان المستوى العسكري والامني نشر هذه التسريبات للضغط على المستوى السياسي للذهاب الى مسار دبلوماسي ينقذ الجيش من ازمة الخسائر في غزة في ظل استمرار المقاومة بعد 456 يوم من اطلاق الرشقات الصاروخية على غلاف غزة واستهداف اليات الاحتلال ، والامر الاهم ان سحب لوء ناحال من رفح جنوب غزة واعادة الزج به في محور بيت حانون شمالا يوحي بان جيش الاحتلال لم يعد يملك ترف الخيارات العسكرية، الامر الذي يعزز ان لا حلا عسكريا في الافق سوى الذهاب باتجاه مسار تفاوضي .
واشار ابوزيد الى ان ما يجري في الضفة الغربية ضمن مؤشرات اعتقال 324 عنصر امن من السلطة رفضوا القتال في جنين واعلان عدد من ضباط وافراد امن السلطة الانشقاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي يضاف الى ذلك مقتل 6 من افراد امن السلطة بينهم ضابط وحالة الاستياء العامة التي ظهرت في بيانات عشائر الخليل تدل على ارتباك في المشهد الامني في الضفة يبدو ان السلطة الفلسطينية تعتمد فيه على دعم الجانب الاسرائيلي علما ان حكومة نتنياهو يبدو انها لا ترغب بتقوية السلطة وبنفس الوقت لا ترغب باضعافها ولكن تريد استنزاف السلطة والمقاومة معا من خلال خلق صراع فلسطيني – فلسطيني قد يؤدي الى حالة من الانفلات الامني وتخلق فراغا سياسيا وامنيا السيناريو الممكن الاكثر خطورة فيها هو قيام الاحتلال بملئ هذا الفراغ اذا ما ادت الاحداث الجارية في الضفة الى انهيار مفاجأ للسلطة ما يعني ان تصريحات ترامب في وقت سابق بان اسرائيل اصبحت مساحتها ضيقة وتصريحات وزير الخارجية السابق ووزير الدفاع الحالي يتسرائيل كاتس حول السيطرة على الضفة وتهجير سكانها امر قد دخل مرحلة التنفيذ على مايبدو ، وهنا لا نتحدث حسب ابوزيد عن سيطرة كلية وانما السيطرة على المنطقة (ج) التي تعرف بمنطقة مفاوضات الحل النهائي المتاخمة للحدود مع الاردن ولا نتحدث عن مفهوم التهجير بمعناه التقليدي وانما قد يكون تهجير ناعم بمعنى ان حملة الجنسية الاردنية والبطاقة الصفراء من سكان الضفة الغربية قد يبدؤون البحث عن ملاذ امن من المرجح ان الوجهة الافضل والاقرب جغرافيا لهم هي الاردن .