أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا لا تكون الجهات الرقابية في المؤسسات مثل ديوان المحاسبة ؟


د.صهيب علي الهروط

لماذا لا تكون الجهات الرقابية في المؤسسات مثل ديوان المحاسبة ؟

مدار الساعة ـ
كلما صدر تقرير لديوان المحاسبة ، ثار التساؤل الخاص عن الجهات الرقابية في مؤسساتنا ، الهذا الحد وصلنا في ظل كل الملاحظات الواردة ، ولماذا هي موجودة اساسا ان لم تقم بدورها المناط تشريعيا ، لن نضع رؤوسنا في الرمل ونبكي على الكأس المسكوب .
نعلم جيدا أن وحدات ودوائر الرقابة وجدت لتكون المصحح لمسار العملية الإدارية والمالية والفنية في مؤسسات الدولة كافة ، وما تفنيد أدوارها ومهامها ضمن بنود وقواعد قانونية في تشريعات ملزمة ، الا دلالة واضحةمن صانع القرار بضرورة أن تمارس صلاحياتها ومهامها بكل قوة وصلابة .
فديوان المحاسبة عين الحقيقة ، والشاهد على صحة ودقة وخطأ التصرف المالي والإداري والفني لكل مؤسسات الدولة ، فصفحات التقارير تحمل عجبا عجاب وتؤكد على أن وجوده لم يكن محل صدفة أو ترف ، والتساؤل هنا : أين كانت دوائر ووحدات التدقيق والرقابة في مؤسساتنا عن ذلك ؟ كونها تشترك بذات المهام مع ديوان المحاسبة .
وبالمقابل ، قلما اطلعتنا أو نشرت دوائر ووحدات الرقابة في المؤسسات العامة تقاريرها السنوية عن الوضع العام في المؤسسات ولو مؤسسيا ، وقلما مارست مجالس الحاكمية دورا حول ذلك مثلما يقوم مجلس النواب على سبيل المثال ، لماذا لا تقوم المؤسسات بالمناقشة والاستفسار عن أي موضوع ورد فيه إن وجدت أساسا هذه التقارير ، ولطالما ارتبطت أدوارها في الرقابة على كافة مناحي الأمور ، مالية وإدارية وفنية ، فهل تطابقت تقاريرها مع ما يرد في تقارير ديوان المحاسبة ؟ الإجابة يجب أن تكون نعم في حال التوثيق.
اليوم نحن أمام معضلات كبيرة ، وإذا ما وجدت الأذرع الرقابية المساندة للعمل العام ، سنكون في مأمن في إجراءاتنا وممارساتنا الفضلى في كافة الاتجاهات ، وإذا ما غابت ، غاب الالتزام وسادت الفوضى غير المسؤولة ، وساد الشعور بشيء من اللامبالاة ، التي ستنتج مؤسسات تدار بعقلية المصالح والمجاملات .
اليوم رقابيا ، نحن مطالبون بالإنتشار في كل مكان في مؤسساتنا ، فمهامنا وصلاحياتنا تنحصر في هذا الجانب ، فمن من غير المعقول أن تشترك هذه الدوائر والوحدات في صنع القرار في أي مؤسسة ، ولا ضير من الاستئناس برأيها في بعض الجوانب وليس في كلها من باب المشورة ، لأن عكس ذلك يعزز من مفهوم البيروقراطية المقيتة ، التي أصبحت مؤخرا سمة مؤسساتنا .
السؤال الذي يطرح : هل لدينا دراسة فنية من دوائرنا ووحداتنا الرقابية ؟ بمعنى أن الدراسة الفنية تتلخص في عمر البناء وصلاحيته وحاجته للتحديث والتطوير وغيرها من الأمور الفنية ، وعدم الاستكانة للملاحظات الواردة من الدوائر الهندسية ، لانها جهات فنية تنفيذية وليست رقابية .
والشيء بالشيء يذكر ، هل تدخلت هذه الجهات في تنفيذ الاجراءات والصلاحيات بالشكل السليم ؟ أي أن هذه الدوائر تمارس أدوارا مخفية لدى صانع القرار من خلال تقارير موضوعية ، تستند إلى إجراءات تتسق مع مبررات رقابية ، حول أي ممارسة يرتكبها أي من أصحاب القرار .
أما الجانب الأهم ، فيما يتعلق بالهدر المالي أو الوفرة المالية معايرها ليست بحسن الإدارة الإدارية أو المالية أو الفنية في مؤسسات الدولة المختلفة ، فالشاهد على ذلك ، أن العديد من المؤسسات فيها ما فيها ، ولكن تحتاج لمزيد من المتابعة والتدقيق بشكل خال من التدخلات هنا أو هناك .
كما أن على صانع القرار أن ينأى بهذه الجهات الرقابية عن أي لجنة أو عمل يضعها في باب تضارب المصالح ، فتلك مخالفة صريحة وغير مقبولة ، أن تكون الجهة التي تراقب العمل والمال العام ، جهة تشترك مع باقي الجهات في أي مؤسسة في عمل يتطلب رقابة وتدقيقا على ذلك .
الحاجة اليوم ؛ أن تنحصر أعمال الجهات الرقابية داخل مؤسساتنا في عملها الرقابي ، وأن لا تتحول أدراج وملفات هذه الجهات مليئه ، في توضيح مسألة تختص بها دائر اخرى مثل (المالية او الموارد البشرية أو حتى الخدمات المساندة أو اللوازم ) لأن ذلك انعطافة خطيرة و تغيير مسار العمل نحو جهة الأصل أن تبقى بعيدة عن التداخل في ذلك
مدار الساعة ـ