أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الضمور يكتب: احترام الثقافات والتقاليد.. بين المصافحة وحفظ الكرامة


هاني الضمور
رئيس جامعة ال البيت سابقا - رئيس هيئة التحرير للمجلة الاردنية في ادارة الاعمال

الضمور يكتب: احترام الثقافات والتقاليد.. بين المصافحة وحفظ الكرامة

هاني الضمور
هاني الضمور
رئيس جامعة ال البيت سابقا - رئيس هيئة التحرير للمجلة الاردنية في ادارة الاعمال
مدار الساعة ـ
في عالم تتشابك فيه الثقافات وتتنوع العادات، يبقى الاحترام المتبادل حجر الأساس للتعاملات الإنسانية. واحدة من القضايا التي تُثار في بعض المواقف الرسمية والاجتماعية هي المصافحة بين الرجال والنساء، وما إذا كانت تعكس احترامًا أو تمثل تجاوزًا للخصوصيات الثقافية. يرى البعض أن الامتناع عن المصافحة قد يُفسر على أنه تقليل من شأن المرأة، بينما هو في الحقيقة امتداد لاحترام ثقافي واجتماعي يعكس فهمًا عميقًا للخصوصيات والاختلافات.
المصافحة، رغم كونها رمزًا عالميًا للتحية، ليست مقياسًا وحيدًا للتقدير. في كثير من الثقافات، يُعد عدم المصافحة خيارًا قائمًا على مبادئ دينية واجتماعية تُكرم المرأة وتحترم مكانتها. هذه القيم لا تعني أبدًا تقليلًا من حقوق المرأة أو الانتقاص من دورها في المجتمع، بل تعبر عن توازن بين الحفاظ على القيم الثقافية واحترام الطرف الآخر. من الخطأ أن يُستخدم هذا النقاش كوسيلة للتشكيك في نوايا المجتمعات المحافظة أو اتهامها بالتقليل من قيمة المرأة.
وللتأكيد على عالمية هذا السلوك، نجد أمثلة من مجتمعات غير إسلامية تُفضل تجنب المصافحة بين الجنسين. في اليابان وكوريا الجنوبية، التحية التقليدية تتمثل في الانحناء بدلاً من المصافحة، وذلك تعبيرًا عن الاحترام والحفاظ على المسافة الشخصية. أما في الهندوسية التقليدية، فإن تحية “ناماستي”، التي تعتمد على وضع اليدين معًا والانحناء، تُفضل على المصافحة، خاصة بين الرجال والنساء في المجتمعات المحافظة. في اليهودية الأرثوذكسية، يُعتبر تجنب المصافحة بين الجنسين جزءًا من الالتزام الديني المعروف بـ”شومر نيجيه”، الذي يحترم الخصوصية الجسدية بين الرجال والنساء الذين لا تربطهم علاقة قرابة أو زواج.
هذه الأمثلة تُظهر أن الامتناع عن المصافحة ليس ظاهرة مقتصرة على المجتمعات الإسلامية، بل هو سلوك موجود في ثقافات متعددة حول العالم. إنه تعبير عن احترام التقاليد والقيم الاجتماعية، وليس تعصبًا أو تمييزًا.
البروتوكولات الرسمية تُعنى دائمًا بالتوفيق بين الثقافات، وتهدف إلى تجنب أي مواقف قد تُسبب سوء فهم أو حرجًا. لذلك، تُقدر البدائل التي تعكس الاحترام، مثل الإيماءة أو وضع اليد على الصدر. هذه البدائل تحمل نفس الرسالة وتُظهر الوعي الثقافي والاحترام العميق للآخر.
إن النقاش حول المصافحة يجب أن يُوجه نحو تعزيز قيم التفاهم والاحترام، وليس نحو خلق صراعات وهمية أو اتهامات غير مبررة. فالمرأة في أي مجتمع تستحق أن تُحترم لأجل قيمتها كإنسان، وليس لطريقة التحية التي تُقدم لها. جوهر الاحترام يكمن في النوايا والسلوك، وليس في الشكليات التي تختلف من ثقافة إلى أخرى.
مدار الساعة ـ