أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بالجداريات والمنحوتات..فنان إيراني يحوّل حيّه المحروم إلى وجهة ثقافية

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة,أخبار ثقافية
عادل يزدي يقف إلى جانب أحد أعماله
مدار الساعة (أ ف ب) ـ
حجم الخط
مدار الساعة - في أزقة حي بقي مهملا لفترة طويلة في جنوب إيران، نجح عادل يزدي في جعل المنطقة وجهة محببة لدى مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا بفضل لمساته الفنية في المكان، بما يشمل الجداريات الملونة والمنحوتات الغريبة.
وفي شيراز، المدينة المعروفة بهندستها المعمارية اللافتة وحدائقها الوارفة وشعرائها، يشكل حي نارنجستان استثناء عن سائر الأحياء، بمنازله غير المأهولة والمهددة بالانهيار.
يقول عادل يزدي، وهو فنان يبلغ 40 عاما أخذ على عاتقه بث حياة جديدة في حيه، إن "معظم الجدران المتهالكة في شيراز القديمة ليس لها قيمة تاريخية".
ويوضح يزدي أمام بعض من إبداعاته الفنية، أنه بمساعدة السلطات البلدية، "بدأتُ بسرد القصص في صور مستوحاة من الحكايات المحلية".
وباتت جدران الحي تزدان بأقنعة بدائية بارزة وزخرفات عربية (أرابيسك) وتصميمات هندسية بألوان زاهية، بالإضافة إلى صور مأخوذة من الحكايات الشعبية الفارسية.
ويضيف عادل يزدي "هذه مجموعة وجوه بينها وجه شهرزاد"، الشخصية المشهورة من حكاية "ألف ليلة وليلة".
وفي شيراز التي لا تزال الرسوم الجدارية فيها من الأشكال الفنية غير المتطورة بشكل كبير، باتت الأزقة التي أعاد الفنان تشكيلها نقطة جذب لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
ويتهافت الإيرانيون من مختلف أنحاء البلاد إلى الحي لالتقاط صور سيلفي بجانب اللوحات الجدارية ونشرها عبر الإنترنت، وبينهم مهدية التي اكتشفت هذا المكان من خلال صور شاركها أصدقاء لها على إنستغرام.
وقالت هذه الموظفة البالغة 40 عاما لوكالة فرانس برس "وصلتُ أمس إلى شيراز (...) وأردت زيارة هذه الأزقة أولا".
أقام عادل يزدي محترفه في مبنى عمره قرن من الزمان في أطراف أحد الأزقة.
ملاك المطر
بغرفه الصغيرة المبنية حول حديقة ضيقة، يعكس الموقع روحية المباني التاريخية ذات الهندسة المعمارية الفارسية.
كما أن الغرف المزينة بقطع فنية أشبه بمستودع في متحف، ما يرغم الزائرين على شق طريق لهم بين عدد لا يحصى من المنحوتات.
يقول عادل يزدي "لقد استلهمتُ من قصة بناء مركز بومبيدو في باريس".
في سبعينات القرن العشرين، أدت إعادة تطوير وسط باريس إلى ظهور مركز بومبيدو، وهو مبنى ذو هندسة معمارية استشرافية يضم أهم مجموعة من الفن الحديث والمعاصر في أوروبا.
يحلم الفنان الإيراني باليوم الذي يصبح فيه حيه بدوره مكانا أساسيا في شيراز.
وتشكل قطع عدة موجودة في دارة عادل يزدي نسخا طبق الأصل من أبواب المساجد الشيعية.
وتقول مائده، المتخصصة في المعلوماتية البالغة 30 عاما، إن المكان "يذكّرني بمواقع تاريخية أخرى في المدينة، مثل حديقة إرم وضريح الشاعر حافظ"، وهما من أبرز معالم شيراز.
الغرفة المفضلة لدى الزوار هي "غرفة الأصابع" التي تضم 14 ألف منحوتة على شكل إصبع السبابة من تصميم عادل يزدي.
ويوضح يزدي أن "الغرفة مستوحاة من أسطورة الملاك الذي يعدّ قطرات المطر بآلاف الأصابع هذه"، في إشارة إلى حكاية إسلامية عن الملاك ميكائيل الموكل بالمطر.
يؤكد عادل يزدي أن "هذه الأصابع موجودة لتذكّرنا باستمرار بأن اللحظة الحالية ثمينة ويجب علينا اغتنامها".
مدار الساعة (أ ف ب) ـ