أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

حدادين يكتب: رسالة إلى المنجمين العرب


المحامي الدكتور يزن دخل الله حدادين

حدادين يكتب: رسالة إلى المنجمين العرب

مدار الساعة ـ
في كل سنة يطل علينا المنجمين لنشر توقعات عديدها ومنها السياسية. وتجد تلك المادة إقبالاً من الكثيرين خاصة الشباب وذلك لما يحيط بها من غموض قد يثير فضولهم.
طالت التنبؤات والتوقعات الأخيرة الدولة الأردنية وجميع أركانها ورموزها. والمضحك في الموضوع أنها توسعت جداً في مجموعة تنبؤات على أمل أن يصدف حدوث بعض منها.
الرسالة المباشرة أن المملكة الأردنية الهاشمية هي دولة دستور وقانون، وهناك منظومة من المؤسسات تحكمها وتطبق قوانينها. والنهج السياسي في المملكة مبني على الاعتدال والفهم والتحليل وليس بيد عصابات لا تحترم القانون وتتميز بالأعمال الجرمية.
بشكل عام، ومما لا شك فيه، أن بعض الإذاعات والتلفزيونات لا يخافون الله لأنهم بكل جهالة يروجون للخزعبلات والأكاذيب عبر برامج فارغة المحتوى، ويدعي أصحابها أنهم يعرفون المستقبل فيما هم حقيقة جماعة من النصابين والمنافقين المحترفين. كما أن بعضهم مرتبط بمجوعات مخابراتية إقليمية تسوّق من خلال أضاليلهم لمؤامرات مختلفة. من هنا فإنه فعلاً معيب ومحزن وهدام الحال الهرطقي بامتياز الذي غرقت في أوحاله وتجاربه بعض المؤسسات الإعلامية.
قد يتوقع المنجمون من عند نفسهم عدة حوادث كثيرة ويعلنوها للملأ وينشروها في وسائل الإعلام وربما وافق بعض هذه التوقعات قدراً من أقدار الله تعالى فوقع الحدث كما ذكر فيسارع الناس إلى تصديقهم من أجل هذه التوقعات القليلة التي تحققت ويُنشر ذلك في وكالات الأنباء والصحف فيكون في ذلك فتنة لبعض الناس. والغريب أن الناس لا يأبهون لعشرات التوقعات الخاطئة التي لم تقع ولا يُكذِّبونهم بسببها.
إذًا، تبقى المقولة الشهيرة "كذب المنجمون ولو صدقوا" دعوة للتفكير العقلاني، فهي تذكّرنا بعدم التسرع في تصديق كل ما نسمعه أو نقرأه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتوقعات والتنبؤات الغيبية. في عالمنا المعاصر، أصبح من الضروري أن نعتمد على المنهج العلمي والعقلانية في اتخاذ قراراتنا وفهم العالم من حولنا، بعيدًا عن الخرافات والأساطير التي لا تستند إلى أسس علمية. وإن كان التنجيم قد نجح في جذب انتباه الكثيرين، فإن العلم اليوم يقدم لنا إجابات حقيقية عن ظواهر الكون دون الحاجة إلى الاعتماد على التفسير الغيبي أو الخرافي. وبالتالي، فإن الاستمرار في استخدام العقل والعلم هو الطريق الأكثر موثوقية لكل شيء.
للتوضيح أنا لا أخص محطة تلفزيونية معينة ولا مؤسسة إعلامية معينة، إنما من حقي الرد على من يتطاول على الدولة الأردنية ورموزها.
حمى الله المملكة الأردنية الهاشمية وجلالة الملك وولي عهده الأمين والشعب الأردني العظيم.
مدار الساعة ـ