أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

البورشيد تكتب: دور الابتكار التكنولوجي في تعزيز القدرة التنافسية للدول


د. لولوه البورشيد

البورشيد تكتب: دور الابتكار التكنولوجي في تعزيز القدرة التنافسية للدول

مدار الساعة ـ
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي بشكل غير مسبوق، أصبح الابتكار التكنولوجي أحد العوامل الرئيسية التي تحدد قدرة الدول على المنافسة في الاقتصاد العالمي. لقد أدت الثورة الرقمية والتطورات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، إلى تغيير طريقة عمل الشركات والدول، مما يؤثر بشكل مباشرة على قدرتها التنافسية.
يعتبر الابتكار التكنولوجي محركًا رئيسيًا لزيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة العمليات. من خلال تبني تقنيات جديدة، يمكن للدول تعزيز قدراتها الصناعية والخدمية، مما يساهم في رفع مستوى التنافسية. على سبيل المثال، الشركات التي تستثمر في الأتمتة والذكاء الاصطناعي تستطيع تقليل التكاليف وزيادة جودة المنتجات والخدمات، مما يجعلها أكثر جذبًا للمستهلكين.
تسهم التكنولوجيا الحديثة في توليد وظائف جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي. الدول التي تركز على الابتكار التكنولوجي تجد نفسها في موقع متميز لجذب الاستثمارات الأجنبية، كما أنها تستطيع تحقيق تنوع في الاقتصاد وبالتالي تقليل الاعتماد على قطاعات معينة. فالدول التي تتمتع ببيئة تشجع على البحث والتطوير، مثل الولايات المتحدة وألمانيا وكوريا الجنوبية، تسجل معدلات نمو أعلى مقارنة بالدول التي تفتقر إلى هذه البيئة.
لضمان استدامة الابتكار التكنولوجي، يجب على الدول أن تستثمر في التعليم والتدريب. تطوير مهارات القوى العاملة يصبح أمرًا حيويًا، حيث تحتاج الشركات إلى موظفين مؤهلين يعملون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. تتطلب هذه التحديات إنشاء أنظمة تعليمية مرنة تدعم التفكير الإبداعي وتعزز القدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق.
رغم الفوائد العديدة، فإن الابتكار التكنولوجي يواجه تحديات عدة. من بينها قضايا حقوق الملكية الفكرية، والتقائم بين التكنولوجيا والمجتمع، بالإضافة إلى الحاجة إلى بنى تحتية متطورة لدعم هذه الابتكارات. كما أن الفجوة التكنولوجية بين الدول المتقدمة والدول النامية تمثل تحديًا كبيرًا، حيث تحتاج الدول النامية إلى دعم أكبر لتسريع مسيرتها نحو التقدم التكنولوجي.
إن الابتكار التكنولوجي يعد حلاً استراتيجيًا لتحسين القدرة التنافسية للدول في العصر الحديث. من خلال الاستثمار في البحث والتطوير، وتعزيز التعليم والتدريب، بالإضافة إلى توفير بيئة داعمة للابتكار، يمكن للدول أن تضمن مكانتها في الساحة العالمية. إن إدراك أهمية الابتكار ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة في عالم يتسم بالتغير السريع والتنافس الشديد.
مدار الساعة ـ