أغلق باب 2024 وفتحت أبواب 2025.. فماذا شغل الأردن والملك عبدالله الثاني في العام المنصرم، وما الذي ينتظرنا في القادم الجديد؟
لم يهدأ الملك في العام المنصرم، وهو يجوب العالم وقاراته، منبهاً إلى «عيوب النظام العالمي» ومحذراً من «حرائق المنطقة».
الأبواب التي فتحت على مصاريعها عام 2023 استمرت طوال عام 2024 وها قد مرت بأسخن مما كانت عليه إلى عام 2025.
النوافذ الخارجيّة خطيرة، بينما النوافذ المحليّة هي الأخرى ذات شأن مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأحداث الجارية خلف جدار بيتنا الأردني، وتحديداً ما يتعلق بالشأن الاقتصادي وتأثيرات الخارج عليه.
الحراك الدبلوماسي الذي قاده الملك عبدالله الثاني في العام 2024 كان مزدحماً جداً.
وبلغة الأرقام؛ وفي جردة حساب أجراها كاتب المقال، قام الملك بـ 33 رحلة سفر إلى دول عربية وغربية شملت 4 قارات، و170 لقاءً مع رؤساء دول وزعماء وسياسيين، و73 اتصالاً هاتفياً مع رؤساء دول، و45 برقية، ومقال صحفي مشترك مع الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون.
هذا فقط على الصعيد الخارجي؛ أما على الصعيد المحلي فقد سجلت الأجندة الملكية ازدحامًا نشطًا ومتواصلًا سجّل فيه الملك عبدالله الثاني 154 نشاطاً محلياً، التقى خلالها بأبناء شعبه واطّلع على أحوالهم.
وقد تنوعت النشاطات المحلية وقطاعاتها لكن الشأن الاقتصادي أوشك أن يأخذ من النشاط الملكي حصّة كبرى. وهذا مفهوم فالملك يريد أن يؤمن مستقبلاً أفضل للشباب الأردني.
لقد بدأ العام 2024 ساعته الأولى، وقد كان فُتح قوس ضخم على حرائق وجرائم حرب وإبادة جماعية يمارسها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وما زال.
غزة ما زالت تئن. ولبنان ذات أفق مقلق. وليست أركان المنطقة الأخرى بأحسن حال. الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يستعد لدخول البيت الأبيض. وروسيا تعلن أنها ترفض خطة ترامب للحل في اوكرانيا. نحن أمام ابواب من الجحيم، ولا يدري احد كيف تؤول في مصائرها. وهذا كله يشغل ملكاً لا تكفيه ساعات اليوم الـ 24 للعمل.
الملك عبدالله الثاني في هذا السياق؛ لم يكتف فقط بالحراك الدبلوماسي من أجل وقف الأزمة الإنسانية في غزة بل والتأكيد للعالم أن حل القضية الفلسطينية بصورتها العادلة هو الطريق الوحيد من اجل وقف المأساة الفلسطينية المتواصلة.
حرائق انشغل الملك عبدالله الثاني بجهد دبلوماسي متواصل لوقفها، متواصلا مع العواصم العالمية من أجل فتح طاقة من ادراك عالمي بان ما يجري في غزة عار على الانسانية.
في الحقيقة لم يكن عام 2024 سهلاً على الاطلاق. إن التحديات التي واجهت المنطقة بل والعالم لم تكن فقط خطيرة، بل ومتعددة الحرائق.
غزة مدمّرة ولبنان ينتظر أفقاً غامضاً. لا يعرف فيه اللبنانيون أهم ذاهبون مع بلادهم إلى الانفتاح أم المزيد من القلق. ثم ها هي سوريا مشغولة برسم مستقبلها، ومن حولها أعداء كثر، مروراً بروسيا وصراعها الدامي مع اوكرانيا.
أما الاشد خطراً في هذه المآسي والأزمات كلها انها جميعا مفتوحة على الغموض فعام 2024 انتهى ولم تنته ولا يوجد في الأفق حل لنهايتها.
كانت أجندة 2024 مضطربة، ودخلت عام 2025 أشد اضطراباً. ومن المنتظر ان تترك ندوبها العميقة في جسد المنطقة، فيما مأساة العصر غزة كانت الجرح الاكثر غوراً.