واستكمالا للمقال السابق، سيكون حديثي هنا عن عالميين أردنيين سارا على درب الهمة العالية والتحدي والتميز تلقيا تعليمهما في الأردن وهما الدكتور الطبيب أحمد العمري والدكتور الكيميائي عمر ياغي.
فالدكتور الطبيب المتميز أحمد العمري الذي تلقى تعليمه المدرسي في بلدة دير يوسف لواء المزار الشمالي في محافظة اربد، وكان لديه طموحا كبيرا لدراسة الطب وبسبب تفوقه كان له ذلك حيث دخل كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وتخرج منها وأكمل الاختصاص العالي في الطب من الجامعة الأردنية، وحط بها الرحال حيث انتقل إلى أمريكا للعمل في مستشفى الأطفال في هارفارد بولاية بوسطن الامريكية لإضافة الى عمله استاذا في جامعة هارفارد حيث أبدع وأصبح من ضمن أفضل أطباء العالم الذين يشار اليهم بالبنان حيث منحته جامعة هارفارد كرسي الدراسات الأكاديمية مدى الحياة وذلك تقديرا لأبحاثه النوعية والمتميزة في الأمراض الخلقية للأوعية الدموية ومتلازمات التضخم وعلاجاتها، ومنها اكتشاف مرضين لم يكونا معروفين من قبل وهما (متلازمة كلوفر Kluver Syndrome ) التي تشمل تضخما وتشوها للأنسجة الدموية بسبب عيب جيني، و(متلازمة التشوة الدهني الليفي الدموي Fibro-Adipose Vascular Anomaly) الذي يسبب آلاما شديدة في الطرف المصاب حيث اكتشف الجين المسبب للمرضين.
وفي مجال الطبي البحث النوعي نشر ما يزيد على 130 بحثا علميا التي تعتبر ثروة علمية هامة للمكتبة الطبية ومرجعا مهما للباحثين في المجال الطبي من مختلف انحاء العالم.
وبقي أن نقول أن بناء الأنسان المتميز بعلمه وخلقه هو الاستثمار الحقيقي الأمر الذي يؤكد لنا أن نركّز على التعليم النوعي والبحث العلم النوعي الذي يسهم في وضع حلول لمشاكل حقيقية تواجه مجتمعنا بعيدا عن التنظير لنلمس أثر ذلك واقعا يسهم في التمية المستدامة التي طالما تغنينا بمفهومها دون أن نرسّخ مفهومها لينعكس ذلك على مختلف قطاعات التنمية في المجال الطبي وفي الزراعة بتطبيق تكنولوجيا الرزاعة لزيادة الانتاج الذي يدعم مفهوم الأمن الغذائي، وفي مجال الطاقة والهندسة والادارة والاقتصاد وغيرها الكثير الكثير من المجالات حيث سارعت الكثير من الدول من الاستثمار الحقيقي فيها فنهضت وفطعت أشواطا متقدمة إنعكست على زيادة الناتج القومي لبلدانها، لأنها سخرت العلم النوعي والتطبيقي في برامجها ونهج عملها.
والمجتمع الذي ينشد التقدم يقف إعجابا وتقديرا لكل هؤلاء المتميزين ، لأنهم يحملون في نفوسهم المعرفة ويرفضون الروتين ويسعون الى التجديد الفاعل الذي يملأ النفوس إشراقا رغم العقبات والتعب الذي يواجههم وذلك من أجل تعميق معنى الحياة في النفوس المتعبة وليكونوا قدوة للجميع بعملهم المتواصل الدؤوب الذي يجعل الحياة صافية شفافة، لأن عملهم قائم على الوعي والشمول والعمق لتكون المقدرة في أعلى صورها توضح الطريق وتزيل الضباب وتكشف الأبعاد وعندها يكون التغلب على مشاكل الحياة اكثر إدراكا وشمولا.
سؤال يطرح نفسه في مجتمعاتنا العربية: لماذا توجد فئة تعادي الامتياز وتخافه؟!
أليس من الحكمة أن تترك هذا الخوف وتنخرط في صفوف المتميزين؟!
إن في معاداتهم للامتياز وخوفهم ممه معاداة لأنفسهم ومجتمعهم وما أقسى ذلك؟!