ندخل عاما جديدا والعالم من حولنا مثقل بكم من التحديات ، وتراكم من الظروف الاستثنائية الجديدة، ضمن دائرة من الأحداث المتسارعة التي يصعب اللحاق بها او التنبؤ بوقتها.
فما ان تشهد منطقتنا وقتا من الراحة والتقاط الأنفاس للملمة الجراح وإعادة الحسابات بعد سلسلة من الويلات والمصائب نصحو بعدها على حدث مزلزل او قضية معقدة ومركبة.
وها هي المنطقة تبدأ عامها مترنحة وبحالة من عديم اليقين ورفضها القبول بالواقع او تصديق الحقيقية والتعامل معها.
فما جرى في سوريا من أحداث متسارعة فاجأت العالم لم يأت من فراغ ، بل امتداد لأحداث وتطورات عاشها السوريون والمنطقة خلال الـ14 السنة الماضية، شكلت النهايات لغايات الان عنصر صدمة لدى البعض خاصة مع غياب التنبؤ في قادم الأيام حول مصير القطار السوري وما يشتبك معه من مقطورات ذات الوان واشكال وطرق مختلفة ومتعددة، وقدرة الإدارة الجديدة على التعامل معها والوصول بها إلى محطتها الأخيرة، بأقل الخسائر والاضرار ومدى تأثير ذلك على الأردن والمنطقة.
ندخل اليوم سنة جديدة وغزة تعاني من حرب همجية وإبادة جماعية وحصار لم يشهد مثله التاريخ الحديث دون ان نرى بصيص امل لإنهاء معاناة اهل غزة ووقف العدوان عليهم.
ندخل سنة جديدة ولبنان مثقلة بالجراح ومحور المقاومة يترنح فاقدا توازنه يبحث عن مكان يداوي جراحه ويعيد حساباته.
وها هي المنطقة تنتظر تنصيب زعيم جديد للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من الشهر الجاري حيث تتوجس وتحبس أنفاسها وهي تنتظر قراراته وما سيقوم به من إجراءات لن تكون قطعا لمصلحة شعوبنا او منطقتنا بل استكمالا لمخطط بدأ به ابان ولايته السابقة التي لن تخدم الا دولة الاحتلال وتزيد من معاناة المنطقة.
ندخل هذا العام ورئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي نتن ياهو منتشٍ بما يدعي انه قد حققه من نصر بعد ان دمر قطاع غزة وحيّد حزب الله واضعف سوريا وقلم اظافر ايران منتظرا حليفه ترامب لاستكمال الخطة ووضع النقاط على الحروف بتهجير سكان الضفة والقضاء على الحلم الفلسطيني بإقامة دولتهم المستقلة او حتى الحديث عنها او التطرق لها بأي محفل دولي.
وفي خضم هذه الأحداث وما تنتجه من تطوارات فإننا في الأردن لن نكون بمنأى او بعيدين عنها بل سنكون حتما في قلب العاصفة وضمن بعض محاورها التي لم تولد صدفة او تأتي من العدم بل نتيجة مخاضات واحداث كانت ترسل لنا اجراسا واشارات نتمنى أن نكون التقطناها لنتمكن من التعامل مع أكوام من الأسئلة التي تحتاج إلى اجابات واحيانا إلى تفسيرات وتطمينات بعيدا عن التنظير.
