أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مستثمرون دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

التفاؤل سيد الموقف لعام 2025


فايق حجازين
صحفي وكاتب أردني

التفاؤل سيد الموقف لعام 2025

فايق حجازين
فايق حجازين
صحفي وكاتب أردني
مدار الساعة (الرأي) ـ
التفاؤل الذي أظهره الأردنيون بأداء الاقتصاد الوطني في العام المقبل 2025، ليس مرده «تفاءلوا بالخير تجدوه» فقط، بل أن هناك، على أرض الواقع، من أرقام وبيانات ومؤشرات ومعطيات ما يدعم هذا التفاؤل.
أولها؛ أنه مضى على تشكيل حكومة الدكتور جعفر حسان نحو ثلاثة شهور، رأينا فيها كيف انطلق الرئيس والوزراء بنشاط وهمة غير معهودة، لتحقيق انعطافة ايجابية في طريقة التعاطي مع القضايا الملحة، مثل رفع مستوى الخدمات العامة، وتحفيز الاستثمار، وتوفير الوظائف، وتنظيم سوق العمل، وإعطاء إهتمام أكبر للقطاع الخاص، يتناسب مع دوره المهم في التوظيف والإنتاج الخدمي والسلعي، وتحقيق النمو الاقتصادي المنشود.
وثانيها؛ اتجاه المنطقة لمزيد من التهدئة بعد تولي قيادة جديدة في سوريا، والتي من المؤمل أن تبدأ معها مشروعات إعادة الإعمار وتسهيل خطوط التجارة الدولية أمام المنتجات الأردنية لتعود لما كانت عليه قبل عام 2011، وأيضا التفاؤل بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار من جانب قوات الإحتلال الإسرائيلي، ليتوقف بعده شلال الدم في غزة الجريحة، وما يتلوه من إعادة السكان النازحين إلى مناطقهم وبدء عملية إعمار شاملة، وسوف تنتهي معها المعيقات التي رافقت هذه الأزمة بسبب تعطل خطوط النقل الدولي عبر البحر الأحمر.
وبشكل عام، المؤشرات الاقتصادية التي تحققت في العام 2024 ايجابية وتبعث على التفاؤل؛ وهي إلى جانب المعطيات الأساسية، وخصوصا الحكومة الجديدة، تقف وراء التفاؤل الذي يعتقد معه 69 بالمئة من الأردنيين بأن العام المقبل سيكون أفضل على المستوى الشخصي، وأن نصفهم تقريبا متفائلون بأن اقتصادنا الوطني سيكون أقوى والنمو المتحقق أفضل، و59 بالمئة من المشاركين يعتقدون أن الحكومة الجديدة سوف تجلب تغييرات اقتصادية ومعيشية إيجابية، وذلك حسب مسح اجرته شركة ابسس.
التفاؤل يقود دوما إلى الإيجابية في التعاطي مع قرارات الشراء، خصوصا للسلع الإستراتيجية والمعمرة، لاسيما مع تراجع حالة عدم اليقين التي سادت بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة.
التشاؤوم من مستقبل الوظائف (85 بالمئة من المشاركين يرون أنه من من الصعب في العام 2025 العثور على وظيفة جديدة) ترد عليه معطيات ومؤشرات عديدة أبرزها اتجاه أسعار الفائدة للإنخفاض مع تخفيض أسعار الفائدة على أدوات الدينار الأردني ثلاث مرات بواقع 100 نقطة أساس، ما يخفض تكلفة الإقتراض، والتفاؤل بمشروعات إعادة الإعمار في المنطقة، واحتمالات أن تتخذ العديد من الدول المتقدمة الأردن مقرا لها، لتكون قريبة من الجوار السوري، وانخفاض تكلفة الإستيراد مع عودة خطوط التجارة الدولية البرية عبر سوريا، وقرب إنتهاء أزمة غزة وبالت?لي أزمة التجارة عبر البحر الأحمر.
معدل البطالة تراجع إلى 21.5 بالمئة، وانخفض عجز الميزان التجاري للمملكة بنسبة 5.3 بالمئة. الدخل السياحي وصل إلى 6.7 مليار دولار، وتحويلات العاملين بلغت نحو 3 مليارات دولار. الودائع والتسهيلات الإئتمانية نمت أيضا بوتيرة متقاربة. النمو في الاقتصاد الوطني المتوقع حسب البنك المركزي 2.4 بالمئة. حجم التداول العقاري حوالي 6.234 مليار دينار، رغم حالة عدم اليقين التي سيطرت على أجواء العام 2024. وأخيرا مؤشر بورصة عمان راوح مكانه وبتذبذب مداه 10 نقاط طيلة العام، أي أنه حافظ على بعض المكاسب وأخذ مسارا جانبيا، بالتأكيد ?و أفضل بكثير من التراجع.
مدار الساعة (الرأي) ـ