أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

المحافظة يكتب: الرفاعي وتشخيص الحالة الحزبية


الدكتور محمد صالح المحافظة
أكاديمي أردني

المحافظة يكتب: الرفاعي وتشخيص الحالة الحزبية

مدار الساعة ـ
لابد للمتابع للشأن الداخلي والحالة الوطنية, التي نعيشها في ظل الظروف المتسارعة، والتي قد تكون مفاجئة للبعض في بعض حيثياتها من التوقف قليلا عند العديد من التصريحات و الجمل، والتي يقولها بعض الساسة وصناع القرار، سواء ممن كانوا في موقع المسؤولية أو خرجوا منها، خاصة وأن هذه الشخصيات، ذات وزن سياسي كبير وتمتلك فكرا سياسيا عميقا، في محاولة أسقاط ما يمر به الإقليم والعالم، على الحالة الوطنية الداخلية وما يجب أن تكون عليه، لمواجهة التحديات الكبيرة والمتعددة، من أطماع اليمين المتطرف في دول الجوار والجهات الداعمة للإرهاب في شتى أنواعه في كل مكان.
حديث دولة سمير الرفاعي الاخير قبل أيام في أحد الندوات والتي أقيمت مؤخرا في عاصمتنا الحبيبة عمان، وأمام جمع كبير من المتعطشين لسماع رأي دولته، في ما جرى وما يجري حول أخر ما أآت له نتائج و رؤى منظومة التحديث السياسي في الأردن، كون الكثير منا يثق بأن ما يقوله الرجل، يعكس ما يقوله مطبخ القرار في الأردن، بحكم خبرته السياسية العميقة، و كونه رئيس لجنة التحديث السياسي في الأردن حيث كثر الحديث والتأويل و التحليلات، والتي صاغها البعض بناءا على أفكار يجملها هو لا دولة الرئيس غالبا.
بدا وكأن دولة الرئيس السابق يشكوا من قصور في تطبيق الرؤى الملكية بشكل واضح وحاسم في بعض الأحيان، وخصوصا من الأحزاب الوسطية والمعتدلة، وأن لم يقل ذلك صراحة، حيث نلمس حالة أمتعاض خفية من عدم برامجية هذه الأحزاب ،وعدم تجانسها ما بين أعضائها و منتسبيها، وانه قد تم بناؤها بناءا على العدد والإمتدادات العشائرية والفئوية لبعض منتسبيها وليس على التجانس الفكري، حتى نكاد نجزم بأن أمناء عامين بعض الأحزاب، لا يكاد يتذكر من تم ترشيحه بإسم الحزب على حساب القائمة المحلية وحتى الوطنية منها.
دولة الرفاعي وضع يده على الجرح، ولامس ما يريد المواطن والشارع الأردني وسبب خيبة أمله المبكرة جدا من التجربة الحزبية في الأردن، حيث يسهب معارضو انجاح التجربة الحزبية في التأكيد على صدق نبوءتهم بأن التجربة الحزبية في الأردن مآلها الفشل، ولم يتبقى لنا نحن الحالمون في نجاح هذه التجربة والتي نأمل أن تحافظ على مسارنا الديمقراطي، الذي نفخر به دوما، وكأن الأحزاب الوطنية (المعتدلة) تدفع وبشكل غير مباشر بإتجاه كسر وتذليل كل ما يدفع منتسبيها أولا، الى الثقة بأن هذه الأحزاب قد تؤدي دورها الوطني عل أكمل وجه دون إرتباطات خارجية في قراراتها.حيث لم تكلف نفسها الجلوس مع ناخبيها وحتى مرشحيها في جلسة مكاشفة في ما حدث، و كيف سيتم معالجة الأخطاء التي أرتكبت في مراحل وإستحقاقات قادمة، بات الكثير يشعر أن هذه الأحزاب أدارت ظهورها الى كل من أدلى بصوته لها، في العملية الديمقراطية الأخيرة وتحللت من وعودها مبكرا، ومحاولة تحفيز الشارع على الخروج الى الإدلاء بصوته لها في مراحل قادمة، مفسحة المجال لبعض الأحزاب المتشددة الى إحتضان الشارع بأساليب مختلفة، حيث بدا واضحا أننا عدنا الى المربع الأول حيال الشللية والمحسوبية، في العمل العام داخل أروقة الأحزاب، فالذين يتم استشارتهم هم القلة القليلة داخل الحزب وليس أعضاء الحزب بشكل عام، ولو عبر تقنيات الإجتماعات العامة حتى الحالمون بالتمكين من خلال هذه الأحزاب على أساس الكفاءة والجدارة والاستحقاق، بات اليأس يتسلل الى نفوسهم ويتخلون عن أحلامهم مبكرا.
لا بد للأحزاب الوسطية من العودة الى قواعدها ومراجعة برامجها، والتخلي عن سياسة إدارة الظهرالتي تنتهجها، والتي قد ترمي الشارع في أحضان بعض الأحزاب المتشددة، وهذا ما لا نتمناه بحجة أن بعض هذه الأحزاب يمتلك برامج واضحة وليست أحزاب الشخص الواحد، ولابد من إعادة ثقة كل من استثمر في هذه الأحزاب، وأنها قادرة فعلا على السير بخطى ثابتة في مسار التحديث السياسي المنشود.
لا زلنا في بداية الطريق ولا زال لدينا أمل في هذه الأحزاب للقيام بدورها المنشود في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة الملهمة.
حفظ الله الوطن و حفظ الله قائد الوطن و ولي عهده الأمين.
مدار الساعة ـ