حالة الجلبة التي يثيرها البعض في كل موسم حول التوقيت «صيفي ولا شتوي» أصابت حتى عقارب الساعة بالانفصام، فالتوقيت صيفي و«الدنيا شتاء برد» الأمر الذي يدفعني في كل مرة للتساؤل ما الهدف من تقديم أو تأخير عقارب الساعة، ولِمَ كل هذه الجلبة والإثارة على رأس كل موسم؟
لا أجد عيباً او حرجاً بان تعيد «الحكومة الحالية» دراسة الجدوى من ابقاء التوقيت صيفيا على مدار العام او تغيره بحسب الموسم كما باوقات سابقة، فان وجدت هناك جدوى وايجابية من هذا القرار فلتستمر به من دون تغيير مع التوضيح، وان لم تجد فائدة سوى انها فقط وجدت لمجرد التغيير واثارة الجلبة فعليها «تغييرها» قبل ان ينتهي فصل الشتاء.
إبقاء التوقيت صيفيا على مدار العام اتخذ من قبل الحكومة السابقة بعد دراسات بينت لها أن العمل بالتوقيت الصيفي له ايجابيات كثيرة اهمها الاستفادة من أطول فترة من ساعات النهار وتقليل العمل في أوقات المساء والليل وتوفيرا للطاقة أيضاً، بينما وجهة النظر الاخرى تقول ان الاستمرار بالتوقيت الصيفي يتسبب بإرهاق نفسي وجسدي للأسرة ولا يراعي التأثيرات على طلبة المدارس وخاصة ان الشمس ستشرق بعد الساعة ٧ صباحا.
حاليا وما بين وجهات النظر المختلفة حول اي التوقيتين افضل، علينا ان نوازن وبحسب الفائدة والنفع بين التوقيتين، فان كان افضل نبقي عليه وان كان سلبيا فالعودة عن الخطأ فضيلة ولتعود الساعة إلى ما كانت عليه قبل تثبيتها صيفا وشتاء.
وجهات النظر التي تفضل التوقيت الشتوي أكثر بكثير ممن تؤيد بقاء التوقيت الصيفي على ما هو عليه الآن ولأسباب كثيرة يشرحها حين المطالبون في كل عام بالعودة عن القرار، وانا شخصيا لم اجد فرقا جوهريا وواضحا يجعلني أؤيد اي التوقيتين افضل بالنسبة لي فالاختلاف يكاد غير ملموس أو لا يوجد أصلاً.
خلاصة القول؛ ستبقى مسألة التوقيت الصيفي والشتوي محط نقاش وجدل واستفهام من قبل الكثيرين وفي كل عام عندما نبدأ بلبس المعطف أو خلعه ولبس القمصان الخفيفة، وهنا نتساءل هل تنهي هذه الحكومة هذا الجلبة وتعيد الأمور إلى ما كانت عليه وكما العادة.. فلننتظر ونرى فإن لم يكن في هذا الشتاء فلربما بداية الشتاء القادم.. أو أنها لن تعود بعقارب الساعة للوراء.