سؤال لم يكن مطروحا قبل يوم 21/ 11/ 2024, بما هو اليوم الذي أصدرت فيه المحكمة الجنائية الدولية «مُذكِرتيّ إعتقال, بحق مُجرمَيّ الحرب الفاشِيّْين.. بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت. حيث قالت المحكمة: إن هناك «أسباباً منطقية» للإعتقاد, بأنهما إرتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. مُضيفة أن «هناك ما يدعو الى الاعتقاد, بأن نتنياهو وغالانت أشرِفا على هجمات على السكان المدنيين». لافتة الى ان جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت, تشمل «استخدام التجويع سلاح حرب»، كما تشمل «جرائم ضد الإنسانية، والمُتمثِل? في القتل والإضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».
لكن السؤال بات مطروحاً بقوة, بعدما بدأت وسائل إعلام أميركية ذات الصلات الوثيقة بالدوائر الإستخبارية والسياسية, في واشنطن, وخصوصا تل أبيب ومنها شبكة CNN، التي «نقلت» عن «مصدر» قوله: إن نتنياهو «يعتزِم» السفر إلى واشنطن لحضور تنصيب ترامب، لكن خطة السفر/وفق CNN «ليست نهائية». في وقت أفاد فيه موقع «YNET» العِبري, ان ترامب دعا (50) شخصية لحضور حفل تنصيبه من بينهم نتنياهو، ورئيس الأرجتنين/ ميلي، وأُوربان رئيس وزراء هنغاريا/المجر.
صحيح ان نتنياهو «أول مَن هنأ» ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية، عندما كتبَ على منصة «X » تغريدة تفيض نفاقا وتزلفاً قال فيها: عزيزي دونالد وميلانيا ترامب، تهانينا على «أعظم عودة في التاريخ»، مُضيفا: «عودتكما التاريخية» إلى البيت الأبيض, تُعطي أميركا بداية جديدة, وتُجدد التزاماً قوياً بـ«التحالف العظيم بين إسرائيل وأميركا». لكن شبكة (CNN) لفتت الى ان العلاقة بين نتنياهو والرئيس/بايدن, شهِدت فترات من التوتر، على خلفية سياسات حكومته والحرب الإسرائيلية على غزة, مُذكِرة بما سبقَ أن قاله/بايدن: انه ليس «مُتف?جئاً» من اتصالات نتنياهو مع ترامب في الشهور الأخيرة. عِلما ان موقع «YNET» ذكرَ أن نتنياهو وترامب «تحدَّثا هاتفيا بمعدل مرّة كل 48 ساعة", منذ فوز الأخير في إنتخابات الخامس من تشرين الثاني الماضي.
وإذا كان مُجرم الحرب غالانت/وزير الدفاع المُقال من منصبه بقرار من نتنياهو, زارَ واشنطن بعد «يومين فقط» من صدور مذكرة إعتقال بحقه (23/ 11/ 2024), حيث التقى بمسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون كما الكونغرس. حيث لم تكترث إدارة بايدن بما قررته الجنائية الدولية, ليس فقط بذريعة أنها لم تُوقِع «ميثاق روما» المؤسس للجنائية الدولية, بل خصوصا إعلانها «رفض» مُذكرتَي الاعتقال، معتبرًة أن المحكمة «ليست لديها صلاحية مُقاضاة إسرائيل». فيما سارعَ رئيس الإبادة والتطهير العِرقي والتهجير/بايدن, لـِ"التنديد» بمذكرتَيّ التوقيف? واصفًا إياهما بـ «المُشينة».
ماذا «لو» سافرَ نتنياهو الى واشنطن؟.
بداية يُمكن إعتبارها «اول» زيارة له, ليس فقط لواشنطن حليفته وراعية كيانه الفاشي العنصري الإحلالي, بل أول رحلة له «إلى الخارج» منذ إصدار مُذكرتيّ الإعتقال بحقه وغالانت. ما يعني من بين أمور أخرى, ان «جميع» الدول الأعضاء في الجنائية الدولية, (عددها 123 دولة). مُلزمة باعتقال نتنياهو (وغالانت), فور وصولهما ونقلهما إلى المحكمة. وثمة إشارة اخرى, إذ رغم حقيقة انه » يُمكِن» لنتنياهو زيارة واشنطن بـ«أمان»، كونها «ليست» عضواً في الجنائية الدولية، الا أن «مسار الرحلة» يمر عادة عبر المجال الجوي, لـ«العديد» من الدول الأ?ضاء في الجنائية الدولية, ومُعظمها بل جُلها اوروبية وعلى رأسها أجواء بلغاريا وربما الأجواء الفرنسية, حيث الاولى حليفة وثيقة للكيان, وتعلن إزدراءها للجنائية الدولية, ورفضها القرارات المُتعلقة بإسرئيل, فيما الأخيرة/فرنسا عقدتْ «صفقة مُشينة» مع نتنياهو, تقوم على مشاركة باريس في اللجنة «التي تقودها واشنطن», المُولجة تطبيق قرار وقف النار بين حزب الله وتل أبيب. مقابل عدم الإلتزام/الفرنسي بـ«مذكرَتيّ الجنائية الدولية».
إذ خرجَت «الخارجية» الفرنسية على العالم, ببيان هزيل مُبررة في كذبٍ, تفوح منه رائحة التنكّر لشعارات الثورة الفرنسية, التي طالما تغنّى بها أحفادها, فيما هم/الأحفاد مارسوا عبر تاريخهم الأسود, أبشع انواع جرائم وارتكابات المُستعمِرين, في إفريقيا والمنطقة العربية وآسيا والمُحيطين الهندي والهادئ ناهيك عن جزر الكاريبي. يزعم/البيان امتلاك رئيس الوزراء الصهيوني/نتنياهو «حصانة» من الاعتقال, وأن «حصانات الدول غير الأطراف في المحكمة الجنائية, تنطبق على نتنياهو والوزراء الآخرين»، مُشيرة إلى أنه «سيتعيّن» أخذها في الاعتب?ر, إذا طلبت المحكمة الدولية اعتقالهم. في تناقض صارخ ومُشين مع بيان سبقَ, ان اعلنتْ فيه الخارجية الفرنسية نفسها: اعتزام باريس «التعاون في تنفيذ مُذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت».