مدار الساعة - كتب - اياد الجغبير - في يوم بارد بالقرب من بحيرة شيكاغو وبالتزامن مع تسلل الأمراض جاءني اتصال من صديق:
أنت في السعودية؟
أجبته لا
وبعد الاستفسار عن سبب السؤال، اكتشفت أن شخصًا، بإبداع لا يُحسد عليه، قرر أن يدخل عالم النصب باحترافية محدودة.
استعار صورتي واسمي و وضعها على واتساب لرقم سعودي، وبدأ جولته الساحرة في التواصل مع عدد من الأصدقاء ، يسألهم بكل جدية:
عندكم أصدقاء في السعودية؟ عندي حاجة مستعجلة.
الأمر بدأ بريئًا لعدد من الأصدقاء ، إلى أن وصل النصاب إلى الهدف الحقيقي:
“يا ليت لو تقدر تساعدني بمبلغ بسيط، حوله لي على حسابي في بنك الراجحي ، وهذا رقم الايبان ”
أحد أصدقائي مشكورا وقع في الفخ خاصة بعدما قام النصاب باستخدام صور لي وللجغبير الصغير وقرر صديقي أن يكون “المنقذ” لي.
تواصل مع صديق له في السعودية لمساعدتي، ثم عاد إلي ليطمئن على أحوالي ويخبرني أنه تكفل بالأمر.
عندها انفجرت القصة:
“يا صديقي، أنا في أمريكا! لا علاقة لي بهذا الواتساب السعودي، والقصة نصب و احتيال!
الصديق تفاجأ ، لكنه سرعان ما استعاد تواصله وبدأ بإبلاغ أحبته في السعودية أن هناك “محتالًا متنكّرًا”. وهكذا، تحوّلنا من ضحايا محتملين إلى فريق محاربة الجريمة الإلكترونية.
لكن ما أضاف لمسة كوميدية إلى المشهد، هو أن النصاب قرر بكل “كرم” أن يرسل رقم حسابه في الراجحي مع الآيبان، وكأنه يقدم دليلًا موثقًا لعمليته الفاشلة.
هل شعر بالثقة الزائدة؟ أم أنه أراد أن يخبر العالم أنه نصّاب صريح؟
Al Rajhi Bank (مصرف الراجحي)
* الصورة بالاسفل للنصاب والمحتال الذي استخدم الصورة والاسم