مع نهاية كل عام، نغلق فصلاً من كتاب حياتنا، مليئا بأحداثها وأفراحها وأحزانها، ونقف على أعتاب عام جديد نجترّ فيه أمنياتنا وأحلامنا، وقلوبنا مفعمة بالأمل. نتمنى أن يكون العام القادم بداية للفرج، وأن يعم السلام النفوس في كل بقاع الأرض، وأن يجد كل إنسان فرصته في حياة كريمة تليق به.
نريد عاماً يعيد للإنسان إنسانيته، عاماً لا مكان فيه للحروب والدمار، بل للأمان والوئام. نأمل أن تصمت المدافع، وأن يلتقي الفرقاء على طاولة الحوار بدلاً من ساحات القتال ويأخذ كل ذي حقٍّ حقه، وأن يصبح السلام لغة عالمية تجمع الشعوب بدلاً من أن تفرقها المصالح والنزاعات.
نتمنى أن يتسع الخير ليشمل كلَّ من أرهقته الحياة، وأن يجد الفقير قوت يومه بكرامة، والمشرد مأوى دافئاً، والمريض دواء يخفف ألمه. نريد أن تزدهر مدارس أطفالنا بالعلم، ومستشفياتنا بالرعاية، وشوارعنا بالأمان.
عام جديد، نحلم أن يصبح فيه العالم أكثر إنصافاً. نريد أن تُعاد صياغة الأولويات، بحيث تُقدم احتياجات الإنسان البسيطة على سباق التسلح أو سطوة الاقتصاد. نريد أن تعود القيم الإنسانية إلى صدارة المشهد، وأن يُغلب التعاون على التنافس، والمحبة على الكراهية.
في هذا العام القادم، نتمنى أن نجد وقتاً لأنفسنا ولأحبابنا، أن نتوقف عن اللهاث المستمر وراء متطلبات الحياة، ونجد لحظات للسعادة الحقيقية، وللأحاديث التي تجمع القلوب، وللحظات الدفء الأسري.
عام جديد، لا نملك فيه سوى الدعاء، بأن يزيل الله عنا همومنا، ويبدلنا خيراً عن كل ما فقدناه، ويجعل قادم أيامنا أجمل. فكل بداية تحمل معها فرصة جديدة، وأن نوقن أن القادم أجمل، وأن الأمل هو النور الذي يقودنا دوماً نحو غد أفضل.